أبرز العناوينرأي ومقالات

كيف يفكر البرهان .. إليكم السر

وجد قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان نفسه في ورطة لم يدخل فيها قائد للجيش أو حاكم للسودان من قبل، ولا حتى ما مر بالسودان من حرب الجنوب وانفصاله أو حرب دارفور الت انتهت باتفاقيات سلام متعددة.
ولكن كيف يفكر البرهان ويدير معركته الآن لإنهاء تمرد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”؟ هذا ما سأقوله الآن:
ما قبل المعركة ليس كما بعد المعركة، فكل الخطط الوقائية التي كانت تتحسب لمثل هكذا تمرد لا تنفع الآن، وما قبل اقتحام مقر البرهان في القيادة ليس كما بعده، إذن فلدى البرهان الآن تكتيك مختلف يناسب المرحلة.
القضاء على القوة الكبيرة للدعم ومراكز الإمداد والدعم، وتم ذلك من خلال استهداف المعسكرات الرئيسة حول العاصمة الخرطوم، والحفاظ على مقار الجيش السوداني ومعسكراته كاملة والدفاع عنها ولو حساب المؤسسات المدنية أو شبه العسكرية مثل الوزارات ومؤسسات الشرطة.
تقسيم قوة الدعم المتبقية بحسب أماكن تواجدها ووضع خطة منفصلة لكل منطقة بحسب نوع التسليح الموجود وعدد القوة وطريقة تمركزها.
المحاولة بقدر الإمكان ضرب العربات القتالية التي تحمل عتاد ثقيل كما شاهدنا، حتى الموجودة في مناطق بالقرب من السكان، وذلك لأنها العائق الوحيد أمام شن هجوم بري واسع.
القضاء على أي قوة تسليح ثقيل أو مهدد لأماكن بعيدة، في أي مكان لدى الدعم عن طريق الطيران مثل المدافع والراجمات والطائرات المسيرة، حتى لا يتعرض الجيش أو مقاره لنيران من بعيد.
تذكرون حديث القائد العام للقوات المسلحة السودانية عندما سئل متى ستنتهي هذه الحرب، وإجابته بأنه لا يعلم متى وأين وكيف؟ وكان هذا عكس حديث قادته أو المتحدثين باسمه والذين كانوا يحددون تواريخ ولم تكن دقيقة في كل الأحوال، ولكن البرهان كان يقول الحقيقة، لأن طريقة تفكيره فيها اعتماد على رد فعل الطرف الآخر، وهو يغير في التكتيك في كل مرة بما يتناسب، فقد تنتهي في لحظات وقد تستغرق شهوراً كما حدث الآن.
نقطة مهمة في طريقة تفكير البرهان الحالية وهي ترك بعض الأطراف من حوله فعل أشياء هو لا يرغب فيها لكن حتى لا يحدث خلاف أو اتهام بأنه يستأثر بالقيادة فهو ينصاع لذلك، وعندما تكون النتيجة بغير المخطط فإن من حوله بالتأكيد لن يعاندوا في خططه القادمة.
البرهان تعمد من خلال تفكيره وإدارته الحالية للحرب بالقيام بتجارب صعبة كان الهدف منها كشف الطابور الخامس في الجيش السوداني، عبر إعطاء الثقة لبعض العناصر والتغافل، ولكنه كان يراقب بمكر ودهاء، وفي اللحظة الحاسمة يتم الكشف عن الخونة والمضي بهم إلى مصير غير معلوم حتى الآن!
قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة بأن الجيش السوداني يريد كسب الحرب وليس كسب معركة، وهذا تفكير البرهان، ستكون هنالك خسائر نعم، لكن العبرة بالخواتيم، وفي كل يوم يمر من الحرب يزداد الجيش ثقة وتهبط معنويات قوات الدعم السريع بسبب مشاهد الحرق والتقتيل في أفرادهم التي تمر على أبصارهم بصورة يومية، والعنصر البشري هو المهم لديهم.
يفكر البرهان لما بعد الحرب، يعلم أنه سيكسب، لكن لا يريد أن يكسب ولا يدري ماذا يفعل بعدها، إذن فهذا سر تخطيط وتفكير البرهان.

أحمد إبراهيم – “ود سنجة”
كوش نيوز