روسيا تستأنف هجومها الصاروخي على كييف وأوكرانيا تحذر من انتحار أوروبا وتستعد لمعركة زاباروجيا
شنت روسيا أول هجوم ليلي بطائرات مسيرة على كييف منذ 12 يوما، في حين تستعد القوات الأوكرانية لتطوير الهجوم المضاد في مقاطعة زاباروجيا.
يأتي هذا في وقت قال فيه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن رفض انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيكون انتحارا بالنسبة لأوروبا، كما حذر ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي من نشر أسلحة نووية في بولندا.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أنه أحبط هجوما جويا روسيا على كييف هو الأول خلال نحو أسبوعين، مؤكدا أنه اعترض 8 مسيرات و3 صواريخ موجهة من طراز “كاليبر” أطلقت من البحر الأسود فجر اليوم الأحد.
من جهته، قال رئيس الإدارة العسكرية المدنية في كييف روسلان كرافيشنكو إن الجيش الروسي هاجم المدينة فجر اليوم الأحد بطائرات مسيرة من طراز “شاهد” الإيرانية.
وأضاف روسلان أن الجيش الأوكراني اكتشف الأهداف المعادية وتمكن الدفاع الجوي من إسقاطها؛ ونتيجة لهذا الهجوم تضررت بعض المنازل، لكن لم يسجل سقوط ضحايا.
معارك كر وفر
ميدانيا، أفادت هيئة الأركان الأوكرانية -في بيان- بأن قواتها تمكنت من صد هجمات روسية على محاور باخموت ومارينكا وأفدييفكا (شرق)، حيث يركز الجيش الروسي هجماته، على حد قولها.
وفي محوري زاباروجيا وخيرسون (جنوبا) قالت الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية استهدفت بالقذائف المدفعية عدة مدن وبلدات في المقاطعتين.
وأضافت أن الجيش الروسي شن عشرات الغارات والهجمات الصاروخية على مناطق مدنية وتجمعات للجيش الأوكراني طوال الساعات الماضية.
في المقابل، قالت الإدارة العسكرية والمدنية الروسية في زاباروجيا إن الجيش الأوكراني يستعد لبدء المرحلة الثانية من الهجوم المضاد، ويحاول القيام بعمليات استطلاع ويدفع بمزيد من التعزيزات إلى المقاطعة.
من جهته، قال موقع ريدوفكا الروسي إن معارك محتدمة تدور بين القوات الروسية والأوكرانية في محور أريخوف (جنوبي مقاطعة زاباروجيا).
وأضاف الموقع أن القوات الأوكرانية استطاعت التقدم قليلا باتجاه بلدة بريوتنوي وقرب بلدة نوفودونتسكوي (غرب أوغليدار) بمقاطعة دونيتسك (شرقا).
وفي محور أوغليدار، أعلنت القوات الموالية لروسيا سيطرتها على دبابة فرنسية من طراز “إيه إم إكس” (AMX) خلال معارك مع القوات الأوكرانية.
وفي روسيا، قال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم مقاطعة بيلغورود إن القوات الأوكرانية استهدفت مدن المقاطعة وبلداتها بنحو 70 قذيفة خلال 24 ساعة الماضية.
وأوضح غلادكوف أن القوات الأوكرانية قصفت المنطقة بقذائف المدفعية والمسيرات؛ مما ألحق أضرارا مادية بعدد من المباني السكنية، مؤكدا عدم وقوع إصابات بين المدنيين.
انتحار أوروبي
سياسيا، قال وزير الخارجية الأوكراني إن رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو سيكون انتحارا بالنسبة لأوروبا، على حد قوله
ودعا كوليبا -في مقابلة صحفية- السياسيين الألمان إلى ما سماه عدم عرقلة التقدم بشأن عضوية كييف في الناتو، مؤكدا أن الطريقة الوحيدة لإغلاق الباب أمام عدوان روسيا هي قبول انضمام أوكرانيا للناتو.
وأوضح أن عضوية أوكرانيا في الناتو ستزيل أعباء حماية جناحه الشرقي عن ألمانيا ودول غرب الحلف.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم أمس السبت دولا غربية (لم يسمها) بالتقاعس عن تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات “إف-16” (F-16) الأميركية.
وأكد زيلينسكي -في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في كييف- عدم وجود أي خطط لدى هذه الدول بشأن تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة مقاتلات إف-16، وقال إنه لا يعرف لماذا تتقاعس تلك الدول عن هذا الأمر.
تحذير روسي
وفي موسكو، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إن طلب بولندا نشر أسلحة نووية فيها يعني أن هذه الأسلحة قد تُستخدم.
وأضاف -في تصريحات لوكالة تاس الروسية- أنه مع الأخذ في الاعتبار حقيقة احتواء القيادة البولندية فقط على “المختلين عقليًا”، فإن طلب نشر أسلحة نووية في بولندا يهدد باستخدامها.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي أن وارسو ترغب في الانضمام إلى برنامج المشاركة النووية لحلف الناتو، ردا على قرار روسيا نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا.
ودافعت الخارجية الروسية عن قرار موسكو نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا.
من ناحيته، دافع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو عن نشر أسلحة نووية روسية في بلاده قائلا إن “الغرب وضع رأس أوروبا تحت مقصلة نووية”.
المخابرات الأميركية
وفي واشنطن، قال رئيس وكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه” (CIA) وليام بيرنز إن الحرب الروسية في أوكرانيا كان لها تأثير “مدمر” على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرا أن الاستياء الداخلي إزاء النزاع خلق فرصة للوكالة الأميركية.
ورأى بيرنز -خلال مشاركته في فعالية لمؤسسة ديتشلي في بريطانيا- أن الحرب تعد “فشلا إستراتيجيا” لموسكو وكشفت عن نقاط ضعف الجيش، وأنها ألحقت ضررا بالاقتصاد وجعلت حلف شمال الأطلسي أكبر وأقوى.
وأضاف أن السخط من الحرب سيستمر في تقويض القيادة الروسية، مؤكدا أن هذا السخط يخلق فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة لوكالة الاستخبارات المركزية لتجنيد جواسيس داخل روسيا.
وأضاف “لن ندعها تذهب سدى”، لافتا إلى أن “سي آي إيه” نشرت مؤخرا على منصة تليغرام إعلانا يُطلع الروس على كيفية الوصول إلى الوكالة عبر شبكة “الإنترنت المظلم”.
وتابع “حصلنا على 2.5 مليون مشاهدة في الأسبوع الأول، ونحن منفتحون جدا على التعامل”.
وكانت وسائل إعلام أميركية تحدثت الجمعة الماضي عن زيارة سرية إلى كييف قام بها وليام بيرنز واجتمع خلالها مع المسؤولين الأوكرانيين، واطلع على سير المعارك في الجبهات، وسط أنباء عن عزم كييف على بدء مفاوضات مع موسكو نهاية العام الجاري.
سكاي نيوز
الجزيرة