الأخبار

مع دخول احتجاجات فرنسا يومها السادس.. إصابة 45 رجل أمن وتوقيف 719 شخصا وماكرون يعقد اجتماعا طارئا لبحث الأوضاع

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية إصابة 45 رجل أمن، وتوقيف 719 شخصا مع دخول الاحتجاجات وأعمال الشغب يومها السادس على التوالي، تنديدا بمقتل فتى على يد شرطي مرور في إحدى ضواحي العاصمة باريس.

وأكدت رئيسة الوزراء الفرنسية العمل بقوة لوقف العنف واستعادة النظام، وفي مؤشر إلى مدى خطورة الأزمة التي تمر بها البلاد، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن تقييما للوضع سيتم مساء اليوم الأحد بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون.

من جانبها، دعت نقابة القضاء بفرنسا، في بيان، إلى تجميد العمل بالقانون الذي يسمح لقوات الأمن بإطلاق النار في حال عدم امتثال الموقوفين، وإنشاء مصلحة تحقيق مستقلة لمراقبة أخلاقيات قوات الأمن.

وندد بيان النقابة بإقحام القضاء في قضية مقتل الفتى نائل، قائلا إنه يتعين على القضاء ألا يطفئ ما وصفها بالانتفاضة، وألا يبقى غير فعال في وجه خطاب سياسي ينكر وجود عنف أمني أو تمييز من قِبَل الشرطة.

وأحصت وزارة الداخلية الفرنسية خلال الليلة الماضية (الليلة الخامسة من الاحتجاجات) احتراق 74 مبنى في مدن فرنسية عدة، وكذلك احتراق 577 سيارة، واندلاع 871 حريقا على الطرق العامة.

وفي الليلة السابقة، تخطى عدد الموقوفين 1300، وهو رقم قياسي منذ اندلاع أعمال الشغب الثلاثاء.
وفي إطار الإجراءات الأمنية لتطويق الأحداث، صدر مرسوم يسمح لشرطة باريس باستعمال الطائرات المسيرة (الدرون) للتصوير في عدد من بلديات “أو دون سان” بالضاحية الغربية بباريس وفي كل مدن “سان دوني” بالضاحية الشمالية بباريس بدءا من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي لفرنسا.

وعمدت وزارة الداخلية لليلة الثانية على التوالي إلى تعبئة 45 ألف عنصر من قوات الشرطة والدرك، بينهم 7 آلاف في باريس وضواحيها المجاورة، إضافة إلى تعزيزات أمنية في مدن مثل مرسيليا وليون وغيرهما من الأنحاء التي تعرضت على مدى الليالي الماضية لأعمال شغب ونهب وتخريب.

ورغم ذلك فقد سجلت أعمال الشغب في فرنسا تراجعا نسبيا ليلة الأحد رغم أحداث متفرقة وتوقيف المئات، بعد ساعات من تشييع الفتى نائل (17 عاما) الذي قُتل برصاص شرطي، لكن حدث اقتحام منزل رئيس بلدية بسيارة.

وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانان، في تغريدة “ليلة أكثر هدوءا بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن”.
جدة نائل تدعو للتهدئة
في الأثناء، دعت جدة الفتى المقتول نائل إلى وقف العنف. وقالت الجدة نادية في اتصال هاتفي مع قناة “بي إف إم تي في” المحلية “أقول للذين يكسرون توقفوا عن أفعالكم.. لا تكسروا واجهات المحلات والباصات والمدارس.. نريد العودة للهدوء”.
وأضافت جدة نائل أن بعض المتظاهرين يتخذون من نائل وسيلة للتكسير والعنف.

وكان مكتب الادعاء العام الفرنسي أفاد بأن الفتى نائل كان يقود سيارة مستأجرة في وقت مبكر الثلاثاء، عندما أوقفته دورية للشرطة.

وأظهر مقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، رجلي شرطة وهما يحاولان إيقاف السيارة قبل أن يطلق أحدهما النار من نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها، ما أسفر عن مقتل الفتى.

ويواجه الشرطي تحقيقا رسميا في جريمة “القتل العمد” وتم وضعه رهن الاعتقال الأولي.
محاولة اغتيال
وصباح الأحد، قال رئيس بلدية لاي-لي-روز جنوب باريس فنسان جانبران إن “مشاغبين” اقتحموا فجرا منزله بسيارة أثناء وجود زوجته وولديه، قبل إضرام النيران بهدف إحراقه.
وأوضح، على تويتر، أن ما جرى “محاولة اغتيال جبانة بدرجة لا توصف”، بينما كان هو موجودا في بلدية البلدة التي يقطنها نحو 30 ألف نسمة.

وأشار مقربون من المسؤول المنتمي إلى حزب “الجمهوريين” (يمين معارض) لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن زوجته أصيبت بجروح في ركبتها، بينما تعرض أحد ولديه لإصابة طفيفة.

ويواجه القضاء الفرنسي سيلا من الإجراءات الجنائية التي تستهدف أشخاصا يشتبه بأنهم من مثيري الشغب، ما يضع محاكم المدن الكبرى تحت الضغط.

سكاي نيوز
الجزيرة