إحراق المصحف.. بغداد تغلق المنطقة الخضراء وخامنئي يطالب بتسليم مرتكبي الجريمة للقضاء بدول إسلامية
أغلقت السلطات الأمنية العراقية المنطقة الخضراء في بغداد، والتي تضمّ مقار حكومية وبعثات دبلوماسية، تزامنا مع دعوات للتظاهر تنديدا بحرق المصحف الشريف، في حين تستمر ردود الفعل الغاضبة على مستوى عدد من الدول الإسلامية.
وأغلقت السلطات العراقية أيضا جسر الجمهورية الذي يربط ساحة التحرير في وسط بغداد بالطريق المؤدي إلى المنطقة الخضراء، بعد احتجاجات شهدتها المنطقة تنديدا بحرق المصحف الشريف والعلم العراقي أمام السفارة العراقية في الدانمارك.
وقالت رئاسة الجمهورية في العراق إن إحراق نسختين من المصحف الشريف في السويد والدانمارك يهدف إلى استفزاز العراقيين، وإظهار العراق بلدا غير آمن للبعثات الأجنبية.
ودانت الرئاسة -في بيان- الاعتداءات “الآثمة” على المصحف الشريف، واستفزاز مشاعر المسلمين، ودعت المنظمات الدولية والحكومات الغربية إلى إيقاف ممارسات التحريض وبث الكراهية مهما كانت ذرائعها.
كما دعت الرئاسة العراقيين إلى تفويت الفرصة على من سمّتهم “المغرضين والانتهازيين” الذين يفتعلون الأزمات في الخارج لتشويه صورة العراق الآمن المستقر.
خامنئي يطالب بعقوبات قاسية
ودانت إيران حادثة إحراق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن تحت حماية الشرطة، ودعت العالم الإسلامي إلى إبداء موقف موحد ضد الإساءات للمصحف الشريف.
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي إن الإساءة إلى القرآن الكريم في السويد مؤامرة وأمر خطير، وتعتبر حادثة مؤلمة، وإن من يرتكبون “جريمة تدنيس القرآن” يجب أن يواجهوا “أقسى عقوبة”؛ وطالب السويد بتسليمهم لمحاكمتهم في الدول الإسلامية.
وأضاف أن العلماء المسلمين يتفقون على ضرورة محاسبة مرتكب هذه الإهانة بأشد العقوبات، ومن واجب الحكومة (السويدية) تسليم الجاني إلى الأنظمة القضائية في الدول الإسلامية”.
واعتبر -في بيان- أن على الحكومة السويدية أن تدرك أن دعمها للشخص المسيء إلى المقدسات الإسلامية يعني أنها تقف في مواجهة العالم الإسلامي، وهذا الأمر سيثير غضب المسلمين عليها، وفق تعبيره.
من جانبه، دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -في بيان- بشدة واقعة حرق المصحف في الدانمارك، وأكد على ضرورة وحدة الدول والشعوب المسلمة وجميع أتباع الديانات السماوية للتصدي بفعالية لأي انتهاك لحرمة القرآن الكريم ومقدسات الديانات الإبراهيمية في أي مكان في العالم.
الحزب الحاكم في تركيا يدين
كما دان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي (الحاكم) عمر جليك بشدة، إحراق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن تحت حماية الشرطة.
وقال في تغريدة اليوم السبت: ندين بشدة الاعتداء الذي نفذته مجموعة معادية للإسلام في الدانمارك ضد كتابنا المقدس القرآن.
واعتبر جليك الاعتداء الذي طال القرآن الكريم جريمة كراهية واضحة، مشيرا إلى أن صمت السلطات الدانماركية حيال الاستفزازات ضد الإسلام والمسلمين هي بمثابة دعم لجرائم الكراهية هذه.
العراق: لن نسمح بتكرار الاعتداء على السفارات
وأكد العراق-اليوم السبت- أنه لن يسمح بتكرار الاعتداء الذي تعرضت له سفارة السويد في العاصمة بغداد، مع أي بعثة دبلوماسية على أراضيه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف -في بيان- إن حكومة العراق تؤكد التزامها الكامل باتفاقية فيينا لتنظيم العلاقات الدبلوماسية بين الدول، وتؤكد أن ما تعرّضت له سفارة مملكة السويد في بغداد عملٌ لا يمكن السماح بتكراره، وأن أي فعل يماثله سيكون تحت طائلة المساءلة القانونية.
وتأتي هذه التطورات في سياق ردود الفعل بعد إقدام مجموعة دانماركية يمينية متطرفة مناهضة للإسلام -أمس الجمعة- على إحراق نسخة من المصحف الكريم أمام السفارة العراقية بالعاصمة كوبنهاغن، في وقت تصاعدت فيه ردود الفعل الرسمية والشعبية المنددة بتدنيس المصحف في السويد.
وقالت وكالة الأناضول للأنباء إن أعضاء المجموعة التي تطلق على نفسها اسم “الوطنيون الدانماركيون”، رفعوا لافتات معادية للإسلام ورددوا شعارات مسيئة له، زاعمين أنهم قاموا بهذا العمل ردَّ فعل على إحراق سفارة السويد في بغداد.
وأضافت الوكالة أن أنصار المجموعة المتطرفة ألقوا العلم العراقي والمصحف على الأرض وداسوا عليهما، كما بثوا هذا الاعتداء على الهواء مباشرة عبر حساب المجموعة على فيسبوك.
وبحسب الأناضول، كانت هذه المجموعة قد اعتدت سابقا على القرآن الكريم والعلم التركي أمام السفارة التركية في كوبنهاغن.
وتجددت أمس الجمعة المظاهرات في العاصمة العراقية بغداد ومحافظات أخرى تنديدا بالاعتداء على المصحف، حيث نظم أنصار التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وقفات احتجاجية بعد صلاة الجمعة تنديدا بالواقعة، ورفع المحتجون الأعلام العراقية وصور الصدر ورددوا هتافات منددة بالحادثة التي أقدم عليها لاجئ عراقي في السويد.
كما رفع المتظاهرون المصاحف خلال الاحتجاجات وأحرقوا علمَيْ السويد والمثليين.
وفي 28 يونيو/حزيران الماضي، مزّق مقيم عراقي في السويد نسخة من المصحف وأضرم فيها النار عند مسجد ستوكهولم المركزي بعد أن منحته الشرطة تصريحا بتنظيم تجمّع تنفيذا لقرار قضائي، وقوبل سماح السويد بحرق المصحف بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي.
سكاي نيوز
الجزيرة