اقتصاد وأعمال

قطاع النفط في جنوب السودان يغازل المستثمرين الأجانب

يمثّل قطاع النفط في جنوب السودان حجر الزاوية في اقتصاد البلد الأفريقي، من أجل تلبية احتياجات السكان المتزايدة.

وفي هذا الصدد، كشف وزير النفط في دولة جنوب السودان، بوت كانغ شول، إستراتيجية جديدة تنفّذها بلاده لتطوير قطاع الطاقة النظيفة، اعتمادًا على إيرادات النفط.
وقال الوزير، إنه بالإمكان استغلال عائدات النفط لدعم الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة؛ من أجل مدّ شبكات الكهرباء النظيفة بأنحاء البلاد، بحسب تقرير نشره موقع “إنرجي كابيتال باو” (energycapitalpower)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويقول الوزير، إن احتياطيات النفط المؤكدة تبلغ 3.5 مليار برميل، وهي قادرة على القيام بدور المحفّز لتطوير قطاعات أخرى، من بينها الطاقة المتجددة .

دعا وزير النفط في جنوب السودان المستثمرين الأجانب للمشاركة وتمويل التنقيب عن النفط والغاز، لدعم نمو الاقتصاد. وقال الوزير: “ينصبّ تركيزنا على تطوير ما في أيدينا، وهو: الوقود الأحفوري”. وأضاف: “نُقرّ بأن العالم يتحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، إلى طاقة أكثر نظافة واخضرارًا، نحن لا نعارض ذلك، بل ندعمه”.

كما وجّه دعوة للدول صاحبة الموارد والأدوات اللازمة، لتطوير الوقود الأحفوري في جنوب السودان، قائلًا: “تعالوا وساعدونا في تطوير مواردنا، حتى نتحرك مع العالم خلال انتقاله”. ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج النفط والمكثفات والسوائل الغازية في جنوب السودان: نال جنوب السودان حظًا وافرًا من تداعيات تغير المناخ، مثل الفيضانات والجفاف وانعدام الأمن الغذائي، رغم أنه لا يُسهم في الانبعاثات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وأدى نقص الاستثمارات الجديدة في تطوير الطاقة والبنية الأساسية إلى الاعتماد المفرط على واردات النفط وتوليد الكهرباء من إشعال الخشب، وهو ما أدى لاتّساع فجوة الميزان التجاري وتحديات أخرى مرتبطة بالتصحر. ويقول وزير النفط في جنوب السودان، إن ميزانية بلاده تعتمد على عائدات بيع النفط بنسبة 85%. وأضاف: “علينا تطوير المزيد وإنتاج المزيد للوفاء باحتياجات شعبنا، النفط يُبقينا على قيد الحياة”. يُشار هنا إلى أن حجم إنتاج النفط في جنوب السودان يبلغ حاليًا 170 ألف برميل يوميًا.

ويقول الوزير: “إسهامنا صفر.. لا نقول أنه لا يتعين علينا تحقيق تحول الطاقة، إنما يجب أن يكون ذلك التحول عادلًا ومنصفًا وشاملًا ومبررًا لشعبي”. في سياق متصل، أجّلت الحكومة خطة زيادة إنتاج النفط في جنوب السودان، من 170 ألف برميل يوميًا إلى 230 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2024، بحسب تقرير لوكالة أرغوس ميديا (Argus Media)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وعزا التقرير أسباب فشل الخطة لعوامل نقص الاستثمارات الخارجية التي تؤثّر بشدة في خطط التطوير وأحجام الإنتاج، بالإضافة إلى الصراعات الأهلية. ومن أجل انتظام تدفّق الإنتاج والشحنات، دعا التقرير إلى البحث عن منافذ بديلة لصادراته بدلًا من الاعتماد على السودان الذي عانى بسبب الحرب الأهلية مؤخرًا. ويُعدّ ميناء بشائر على البحر الأحمر شرقًا، أبرز منافذ تصدير النفط في جنوب السودان، بالإضافة للصادرات إلى مصفاة الخرطوم. يُذكر أن دولة جنوب السودان عضو في تحالف أوبك+، ونجحت في الوفاء بحصتها الشهرية التي تُقدَّر بنحو 124 ألف برميل يوميًا. و أعرب وزير النفط، في تصريحات سابقة، عن أمله في زيادة حصة بلاده ضمن تحالف أوبك+، وربط بين الطفرة في الإنتاج واستثمارات شركات النفط العالمية في قطاع المنبع.

2d6f251981f688b3a1310c6fe81a7487

“بوابة الطاقة”