رشان أوشي: محاولة لفهم ما يجري!
لا أحد يعرف متى تتوقف هذه الحرب، بمن في ذلك الأطراف المباشرة التي تخوضها هجوماً ودفاعاً، إلا أن قانون الحياة يقول إنها لا بد من أن تتوقف.
ليس منطقياً وربما ليس مجدي، الذهاب بعيداً في اقتراح سيناريوهات تفصيلية للمسار السياسي، بينما نتائج الحرب لم تتضح ولا حتى بصورة تقريبية، لذا فإن الحديث عما بعد الحرب، لا يتجاوز الاحتمالات.
سيستمر تدفق المرتزقة، ل “آل دقلو” منبع لا ينضب، يمتد إلى خمس دول بعضها تربطها بالسودان حدود مباشرة مثل (تشاد، ليبيا، أفريقيا الوسطى)، تعتبر شرياناً يغذي الحرب في السودان بالرجال والسلاح، ولأن “الإمارات” تعلم جيداً قدرات الجيش السوداني في حرب الاستنزاف، سارعت لتدبير فتح خطوط إمداد للمليشيا المتمردة عبر دول الجوار.
قائد التمرد الجديد “عبد الرحيم دقلو” ، الذي صعد إلى موقع أخيه بعد مقتل الأخير بواسطة سلاح الجو السوداني، أعد لمهمة غزو مدينة “نيالا” _جنوب دارفور جيداً، بدأت الترتيبات منذ تواجده بدولة كينيا، لاستجلاب مقاتلين مرتزقة، خاصة بعد مقتل (90 %) من قواته بمعارك الخرطوم والأبيض.
بدأت عملية التجنيد بالشرق الليبي، حيث دولة “حفتر” عبر أحد تجار السلاح وتهريب البشر يدعى “رمضان سالم”، الذي يقيم تحديدا بمدينة “طبرق”، قام “دقلو” بتكليف “حاج عمر” وهو أحد أقاربهم مقيم ب “ليبيا”، بعملية جمع المقاتلين وسداد نفقاتهم المالية.
قبل شهر تقريبا، قام “حاج عمر” بنقل الآلاف المقاتلين المرتزقة عبر سيارات مقاتلة ومدججة بالسلاح، حيث سلمت “الإمارات” حفتر شحنة سيارات “تاتشر” قبل ثلاثة أشهر تمهيدا لنقلها إلى السودان برفقة مرتزقة للهجوم على مدينتي “نيالا” و “زالنجي”، “دقلو” و “آل زايد” في أمس الحوجة إلى مطار بديل لمطار “أم جرس” التشادي، والذي افتضح أمره، وتحدث عنه الإعلام العالمي، “محمد كاكا” أيضا يعاني من ضغوط داخلية؛ فبعض قادة نظامه يخشون من تمدد عرب أفريقيا بالمنطقة فهم يشكلون معارضة عنيفة للنظام التشادي.
“عبد الرحمن هاشم” قائد قوات السلام التي تتبع ل “خليفة حفتر” بمنطقة المثلث، قام بإيصال السيارات والمقاتلين إلى الحدود الليبية السودانية، وتسليمها إلى شخصين لنقلها إلى مثلث “الزرق”، أحدهما يدعى “إدريس القوني” من أقارب “ال دقلو” يمتلك شركة ترحيلات ب “ليبيا”، والآخر يدعى “صدام” من أبناء مدينة الأبيض_شمال كردفان.
لماذا يسعى “دقلو” للسيطرة على إقليم دارفور؟، لسببين؛ أولهما تكرار سيناريو “حفتر” في ليبيا؛ والذي فشل في الوصول إلى حكم ليبيا مجتمعة، وخاض لأجل ذلك حرب ضروس أستجلب لها المرتزقة من كل دول الجوار، وأنفقت عليها الإمارات بالطبع ليس من أموالها، فهم لا ينفقون من مالهم الخاص إنما من أموال بترول ليبيا.
السبب الثاني ضمان تدفق ذهب السودان إلى خزائن “بن زايد” فإقليم دارفور غني بالثروات الطبيعية وخاصة الذهب، فما زالت مناجم “سنقو” و ” الردوم ” تعمل بكفاءة أكبر من الفترة التي سبقت الحرب.
لن يتوقف “عبد الرحيم دقلو” عن محاولات السيطرة على مدن دارفور، ولن تتوقف “الإمارات” عن توفير الإمداد له، حتى إذا قبلت القوات المسلحة التفاوض عبر منبر “جدة”، لأن الذي تريده الإمارات من السودان لن يحققه اتفاق سلام يكون فيه “الدعم السريع” طرفاً ضعيفاً ومهزوم.
محبتي واحترامي
رشان أوشي