أين نشأ مصطلح خطاب الكراهية Hate Speech ؟ وماهي معاييره ؟

أين نشأ مصطلح خطاب الكراهية Hate Speech ؟ وماهي معاييره ؟
مصطلح خطاب الكراهية نشأ في الولايات المتحدة الأمريكية ويقصد به تحديدا جماعات التفرقة العنصرية التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض White Supermacy بناءا على تفسيرات توراتية خاصة بكنائسهم وخلاصتها كالتالي :
+ آدم هو أب البشر.
+ حواء زوجة آدم.
آدم وحواء أنجبا إبنا هو هابيل Apel ومن هابيل إنحدر الجنس الأبيض.
ثم أن الشيطان أغوى حواء فأنجبت منه قابيل أو قايين Cain.
من قابيل إنحدرت الأجناس السوداء والصفراء واليهود.
إذن كره جماعات التفوق العرقي الأبيض للآخرين سببه عقائدي وهو إيمانهم بأنهم هم وحدهم الجنس الآدمي الصافي pure adamic race.
وأن بقية الأجناس كائنات بشرية human beings وأن منشأ تركيبة جدهم الأول نصفها آدمي من حواء ونصفها شيطاني ولذا فهم منبع الشرور والخطايا.
ولذا تجدهم يحرصون على عدم التزاوج مع الكائنات البشرية وعدم الاختلاط بهم إجتماعيا ويعيشون في أحياء منفصلة بمدارسها ومستشفياتها وكل شيئ.
مارتن لوثر كنج والحقوق المدنية :
ناضل مارتن لوثر كنج من أجل الحقوق المدنية وليس من أجل مكافحة الكره العنصري لأنه مرتبط عندهم بعقيدة دينية.
ومنطق الحقوق المدنية Civil Rights بسيط وواضح : ليس بالضرورة أن تتقبلني ، ولكن لي حقوق متساوية في المواطنة : الحق في التعليم ، الحق في الصحة ، الحق في السكن ، الحق في العمل ، الحق في السفر والتنقل.
هل المطالبة بالإنفصال بسبب دوافع إقتصادية أو ثقافية أو لغوية يعتبر عندهم خطاب كره ؟
الإجابة باختصار : لا.
في الولايات المتحدة العديد من الجماعات الإنفصالية ، وبعضها لها أحزاب وميليشيات مرخصة ومواقع إنترنت وتنافس في الإنتخابات الولائية وتفوز بمقاعد أحيانا.
بعضها يطالب بإنفصال كالفورنيا ، وتكساس ويطالبون بضمها للمكسيك ، وبعضها يطالب بفصل ولايات وضمها إلى كندا ، وبعضها يطالب بالإستقلال طمعا في تأسيس نظام نقدي حقيقي يعتمد على الذهب وليس الدولار.
وبالقياس فإن المطالبة بفصل دارفور أو كردفان أو كسلا لضمها إلى أريتريا أو جبال النوبة أو حتى أم درمان ، كل هذه المطالبات يجب ألا تصنف باعتبارها خطابات كره طالما كانت لها أدبيات تخوض معارك الجدال بالحسنى وبأدوات القانون والتاريخ والإستقراء.
جميعنا نؤمن أن أبونا آدم وأمنا حواء وقال صلى الله عليه وسلم : كلكم لآدم وآدم من تراب ، إذن نحن جميعا نؤمن بأننا بشر بالتساوي في البشرية ، وتبقى مفاهيم التفوق الأخلاقي أو الإختلاف في القيم في نطاق المتغيرات تأثيرا وتأثرا بجهود وأدوات التعليم والثقافة والفن والتعايش ، والحشاش يملى شبكته.
#كمال_حامد 👓

Exit mobile version