رأي ومقالات

محمد عبدالقادر: (أبونا) علي شمو.. تبت يد الجنجويد

اثلج صدري ان استمع لفيديو مسجل لاستاذنا الهرم الالمعي و(ابونا) فى بيت المهنة الكبير الاستاذ على شمو، مهنئا بمناسبة تحرير مباني الاذاعة والتلفزيون..

لو اكتفيا بلحظة سماع صوته فقط، لشكرنا الجيش على اتاحته لنا هذه الفرصة مثلما يقول من يستضيفهم التلفزيون، فلولا الانتصار الكبير لما اغدق علينا القدر من نعيم صوت نحبه كثيرا..
أستاذنا وأبونا الحبيب الدكتور علي شمو.. (كبير الإعلام) وذاكرة الأمة السودانية.. حَقّك علينا…
فقد استباحت المليشيا منزلك وتركته قاعاً صفصفاً، أخذوا السيارة والممتلكات، وعبثت بأغلى ما تملكه من إرث، وتاريخ، لقد أوجعني نهب المكتبة الصوتية، وسرقة الذكريات المحفورة بصوتك في وجدان أهل السودانيين.

من أين اتى هؤلاء الاوباش الذين لا يعرفون مقام رجل أشهر من السنابل والشمس والنيل، هو علم لا يقل قيمة عن النشيد الوطني، وثروة قومية ظلت محل اتفاق بين كل من وفدوا إلى مسرح السياسة فى هذا البلد، أشراراً كانوا أم أخياراً، ظل على شمو مزاراً خالداً في محطات الزمن الجميل، شخصية تُعبِّر بفصاحة عن تجليات الوطن في عهوده اليانعة وانتقالاته المجيدة.
لقد اقتنعت فعلاً أنهم لا يعلمون عن السودان شيئاً لحظة ان (شفشفوا) بيتك واخرجوك منه محزونا حسيرا . لو ادركوا مَن تكون، لما تجراؤا على الحديث معك، ولاجزلوا لك من الاحترام ما تستحق، ومن التقدير ما أنت أهلٌ له.

لم ينزلوك مقامك المعلوم و(أنت فينا كبير)، مقامك محفوظ وعلمك مبذول، على قسماتك ملاحة السودانيين الأصيلين، وفي ملامحك السمراء يتجمّع طيف الوطن الحبيب بطيبته وكرمه ونبله ووعيه، في تفاصيل صوتك الواضح المتدفق عذوبةً، تكتمل صورة الوطن بتاريخه وجغرافيته وسماحته..

(حَقّك علينا) أستاذنا وأبونا الحبيب، أوجعني حديثك لي عن يوم ما كنت تتوقّع أن تراه في السودان، وقد منحته كل الجمال، لكن أصر هؤلاء أن يُكافئوك بهذا القبح، لأنّهم لا يعلمون مَن تكون، نتقطّر أسفاً أستاذنا، لأنهم لم ينزلوك مقامك، ولم يكرموا سنك، ولا حفظوا لك جميل صنيعك وعطائك للسُّودان.

ونبارك لك عودة( الحيشان التلاتة) وانت احد اقطابها المتوجين فى ذاكرة الشعب السوداني عطاء وسماحة ونباهة وفصاحة واعتدال، وحقك علينا… انهم لايعرفون السودان…
والف مبروك التحرير..

محمد عبدالقادر
الكرامة