ثقافة وفنون

«نصف شمس صفراء».. رواية الحرب الأهلية النيجيرية


أصدرت دار المدى ترجمة عربية لرواية “نصف شمس صفراء” للكاتبة النيجيرية تشيما مندا نجوزي آديتشي، وقامت الشاعرة فاطمة ناعوت بتنفيذ هذه الترجمة. وفي تقديم الرواية، أشارت إلى أن نلسون مانديلا قضى سبعة وعشرين عامًا في السجن، حيث كان يقضي وقته في قراءة الأدب النيجيري، ومن بين الكتب التي قرأها كانت رواية “الأشياء تتداعى” لتشينوا آتشيبي، الذي وصف بـ “أب الأدب الإفريقي الحديث”.

تطرقت الشاعرة إلى الكتابة الروائية للكاتبة تشيما مندا نجوزي آديتشي، التي وصفت بأنها “جاءت مكتملة”، حيث تمكنت من خلال روايتين بالإنجليزية من جذب قلوب ملايين القراء وحصدت العديد من الجوائز الأدبية الرفيعة. وأشارت إلى أن روايتها “نصف شمس صفراء” فازت بجائزة “الكومنولث” لأفضل إصدار أول لكاتب، وكذلك بجائزة “الأورانج” البريطانية.

تقع أحداث الرواية خلال وبعد الحرب الأهلية النيجيرية البيافرية، وهي نزاع دام سنوات استمر من 1967 حتى 1970، وكانت نيجيريا تشهد جمهورية بيافرا تطمح للاستقلال. أهدت الكاتبة روايتها لأجدادها الذين عاشوا تلك الفترة، وللحب الذي تطمح في أن يسود العالم.

آديتشي تقول: “جدي لأمي، وجدي لأبي، كلاهما كان رجلاً رائعاً، كلاهما فارق الحياة في بيافرا، وكبرت أنا وسط قصص الحرب التي حكت لي العائلة”.

رغم أنها رواية سياسية، وتتناول فترة دامية زاخرة بالمذابح والانتهاكات الإنسانية، إلا أن الكاتبة نجحت في انتزاعها من الجفاف السياسي والبرود الأيديولوجي بأن تناولتها من وجهة النظر الاجتماعية والإنسانية، فكل أحداث الرواية جاءت على لسان صبي صغير خادم، ومن خلال عينيه اللتين تريان ما يجري، وتحاولان أن تفهما ما الذي يحدث في العالم من حوله، ولماذا يحدث؟.

خلال تلك الرواية بوسع القارئ، غير الإفريقي، أن يتلصص على ذلك العالم شديد الخصوصية لمجتمع القارة الإفريقية؛ من أساطير وطقوس حتى إن الكاتبة طعمت روايتها الإنجليزية، بالعديد من الجُمَل المكتوبة بالدارجة المحكية، التي يتحدث بها سكان بيافرا.

احتفت الكاتبةُ بالأشياء الصغيرة التي تصنع الحياة اليومية للمواطن الإفريقي، سواء القروي الأمي البسيط، أم البرجوازي المتعلم من أبناء الطبقة الوسطى، وكذلك طبقة الانفتاحيين الأثرياء من جامعي المال.

5916294.jpeg

صحيفة الخليج