رأي ومقالات

الإدارة المدنية : موالاة الظالمين ظلم

أى موالاة أو إشتراك أو مساندة بالفعل او بالقول بصورة مباشرة أو غير مباشرة لمليشيا الدعم السريع هو إشتراك فى ظلمها وجرائمها ، وأى تغطية لإنتهاكاتها هو عين الظلم..
ومن ذلك ، ما تسمى (الإدارة المدنية) أو الشرطة أو القضاء فى مواقع المليشيا أو مدهم بالوقود أو اسنادهم بالإتفاقات وغيره..

ومما أعجبني فى هذا المجال قولهم (وقد توسع الإمام ابن تيمية – رحمه الله- وجاء في كتاب الإيمان لابن تيمية ” وقد قال غير واحد من السلف: أعوان الظلمة من أعانهم، ولو أنهم لاق لهم دواة، أو برى لهم قلمًا، ومنهم من كان يقول: بل من يغسل ثيابهم من أعوانهم. وأعوانهم: هم من أزواجهم المذكورين في الآية؛ فإن المعين على البر والتقوى من أهل ذلك، والمعين على الإثم والعدوان من أهل ذلك، قال تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا} [النساء: 85] “.

ونقل ابن عبد الهادي عن الإمام أحمد أن أعوان الظالمين ليسوا من يخدم الظالمين، بل من يبيع لمن يخدم الظالمين، فجاء في كتاب إيضاح طرق الاستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة: ” وقال رجلٌ للإمامِ أحمدَ: ترى أنّي من أعوان الظلمة؟ قال له: وما تصنع؟ قال: خَيَّاطُهم، فقال: لا، بل أنتَ منهم، إنّما أعوانُهم الذي يبيعُك الخيطانَ والإبرة).
وبهذا يدخل فى المعنى كل المهربين للوقود أو السلع والبضائع ، ناهيك من يدافعون بآرائهم وأقلامهم أو تبخيس وطعن الذين يقاتلون الظلمة..

و(ورد فى كتاب صيد الخاطر للإمام ابن الجوزي : ” قال السجان لأحمد بن حنبل: هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال: لا، أنت من الظلمة؛ إنما أعوان الظلمة من أعانك في أمر”.
وقال ابن المبارك، في كتاب قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد : ” وجاء رجل إلى ابن المبارك فقال: إني خياط وربما خطت شيئاً لبعض وكلاء السلطان فماذا ترى أكون من أعوان الظلمة؟ قال: لست من أعوان الظلمة بل أنت من الظلمة إنما أعوان الظلمة من يبيع منك الإبر والخيوط.)

وقال تعالى (وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (الانعام 129)..
فأحذروا من الوقوع فى المحظور والمحذور..

د.ابراهيم الصديق على
31 مارس 2024م