رأي ومقالات

أيهما أولى، أن تقرأ البخاري أم تقرأ التوابع والزوابع؟!

حكى والدي رحمه الله أنه في سنيّ دراسته الأولى بكلية الآداب جامعة الخرطوم، لقيه أستاذه د. جعفر شيخ إدريس الذي درس عليه الفلسفة، قال كنت أحمل رسالة (التوابع والزوابع) لابن شهيد الأندلسي وهي رسالة أدبية تجنح إلى خيال، فسألني أستاذي عن الذي في يدي فقلت رسالة التوابع والزوابع. قال لي: هل قرأت البخاري؟ قلت: لا. قال: أيهما أولى، أن تقرأ البخاري أم تقرأ التوابع والزوابع؟!

هذا اللقاء وهذه الكلمة كانت نقطة تحوّل واتجاهاً إلى اهتمام بدراسة الحديث النبوي الشريف عند شيخ الحبر يردّ الفضل فيه لأستاذه شيخ جعفر.

اليوم لحق الأستاذ بطالبه الذي سبقه إلى دار البقاء، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
عن نفسي انتفعتُ جداً بقراءة مجموعات مقالاته (الإسلام لعصرنا)، والقراءة لدكتور جعفر تُملِّك أدوات في الحِجاج وملكات وتمنح طرائق في التفكير وقدرات، لا مجرد إضافة معلومات.
ومن هنا ضاقت به أمريكا فأبعدته وهي التي تدَّعي الحريات!
تقبل الله شيخ جعفر في الصالحين.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان

عمر الحبر