رأي ومقالات

البرهان على خُطى مهند

في تأبين الشهيد مهنّد إبراهيم فضل وصل السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة لأداء واجب العزاء في شهيد الأمة السودانية ورمزها الجهادي، ومؤذنها للفلاح، وفارسها الجحجاح، وصنديدها المصادم، ورائدها الصادق الذي ترك مقاعد دراسة الهندسة في موسكو واختار جبهات الحرب الحامية مدافعًا عن راية لا إله إلّا الله محمد رسول الله، وعن الوطن السودان لا تطأه سنابك خيل مغول العصر، وأهله ألّا يكونوا عبيدًا في مملكة آل دقلو الصهيوإماراتية وعملائها القحّاطة.

البرهان خاطب الجمع وأوجز المعنى وإختصر القضية بصورة جلية لا تقبل الشك ولا تحتملُ التأويل بأنَّ هذه الحرب وجودية بالنسبة للسودان وأهل السودان، والتي قدّم فيها الجيش وشعبه فيها زمرًا من الشهداء لا يُمكن تجاوز العهد معهم، ولا نسيان الوعد، ولا تنازل عن الهدف المشترك وهو سحق الجنجويد، بل وزاد فوق ذلك زاد ألّا تسامح مع الذين دعموا الجنجويد وهُم مجموعة اليساريين العملاء الخونة الذين تواطئوا مع كُل عدوٍ للسودان مقابل السُلطة، وقطع السيّد القائد قولًا واحدًا لا تفاوض ولا جلوس ولا تفاهم مع هؤلاء القتلة، ولا خيار عندنا غير مواصلة الحرب حتى إستئصال آخر جنجويدي مجرم.

يستخلص من إفادات السيد البرهان الآتي :
• أنّه عند العهد والوعد مع الشهداء بألّا يبدل ولا يتنازل عن حق الشعب وهو تحقيق الإنتصار الساحق على الجنجويد.

• أنَّ المنهج الذي أستشهد من أجله مهنّد هو الحقيق بالحياة لأنه إختيار أهل السودان، وهو المنهج الوطني الإسلامي، وبالتأكيد ليس للعلمانية والحيادية في الدين ليس لها مكانٌ في السودان بعد كُل هذا الدفع والمجاهدات.

• الثقة الظاهرة في خطاب البرهان تقرأ منها إنهيار المليشيا هذه الأيام في محاور كُردفان والفاشر بعد الإنتصارات الباهرة التي تحقّقت بفضل الله تعالى.

• إشادته بالشهيد مهنّد وإخوانه الشهداء وإخوانه المجاهدين الذين يقاتلون الآن في جبهات القتال المختلفة في ملاحقات ساخنة للجنجويد الهاربين إلى الخلاء والفيافي بعدما كانوا في العاصمة والولايات هي إشادةٌ مستحقة لهم ورسالةٌ للشباب جميعًا بإسناد الجيش الوطني.

• قطع الرجل أمل ( *القحّاطة* ) في العودة إلى حبال السُلطة بعد التزلف المشين الذي أبدوه مستغلين سانحة إحالة بعض الضبّاط للمعاش، متوهمين أنها تصفية للإسلاميين في الجيش قام بها البرهان من أجلهم أو من أجل عيون الغربيين الخضراء، خاصّةً وأنهم أي القحّاطة يشهدون إنهيار مشروع الإمارات والجنجويد في السودان ولم يعترف أحد بحكومة الوهم.

إنَّ شهادة مهنّد هي مرحلةٌ فارقة في تاريخ الصراع بأبعاده العسكرية والسياسية والثقافية والإجتماعية، فما إحتفى أحدٌ من قبل بشهادة أحد مثلما تم الإحتفاء بشهادة مهنّد الذي أراد اللهُ تعالى له رفعةً في الدُنيا وذلك من خلال بشرياته التي يزفّها للناس في أيام الزلزلة، وكذلك جعل إستشهاده حكايةً يتداولها الرواة بقدرما شرّفت أهله واخوانه وأحزنتهم، بقدر ما أثارت غيظ وغيرة خصوم السودان، وعملاء الإمارات الذين إمتلأوا قيحًا من إحتفاء الناس بهذا الرمز الإسلامي، أمين الفكر والدعوة في الحركة الإسلامية السودانية، بينما تلاحقهم اللعنات أينما حلّوا، ويتوعّدهم الرئيس بألّا مقام لكم هُنا في السودان، ومشروع حكومة الوهم تأسيس تاه في الدروب، وفات أوان الرجعى والإعتذار.
تقبّل الله شهادة المجاهد مهنّد إبراهيم فضل وسائر إخوته الشهداء.
وكلّنا جيش يربطنا حبلٌ ويقطعنا سيف.
*بـَلْ بـَسْ*

يونس محمود
✍️ كتب؛لـواء رُكن (م) د. يـونس محمود محمد