رأي ومقالات

فرصة للسلام: ارتباك شركاء الجريمة

فرصة للسلام :ارتباك شركاء الجريمة..
خلقت تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول السودان زخماً سياسياً كبيراً ، ودفعت بالأزمة السودانية إلى صدارة الأحداث الدولية ، فقد استثمر ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان علاقات بلاده مع امريكا ولقاءه مع الرئيس ترامب لمناقشة القضية السودانية ، ومن خلال السياق ، فإن الرئيس ترامب لم يكن على دراية بتفاصيل ما يجرى في السودان وتأثير ذلك على جواره وعلى المنطقة ، فمن الواضح انه متأثر بما حدث للقوات الامريكية في الصومال 1993م ولذلك قال كنت اظن (الوضع جنونياً و فوضوياً) ، ولهذا قيمة اخري:

اولها: أن امريكا أو بالاحرى الرئيس ترامب ادرك ضرورة التعامل مع مؤسسات الدولة وشرعيتها ، وهذا منطلق مهم ، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة وأطراف اخري تسعى إلى تغييبه وهى تتحدث عن (سلطة بورتسودان) ، ونحو ذلك من الأجندة المكشوفة الغايات والدوافع..
وثانيها: أن الرافعة السياسية للمليشيا المجرمة ونقصد هنا – تحديدا – صمود وتوابعها ، سوقت معلومات خاطئة تعتبر خيانة وطنية ، حيث استغلت أطراف وعناصر ضغط أمريكية لتمرير أجندة ومواقف تتطابق ومطالب الأمارات العربية وتتوافق مع خيارات مليشيا آل دقلو الارهابية ، وما زالت هذه الأجندة قائمة ومطروحة في احاديثهم واطروحاتهم ، وبياناتهم ودونكم تصريحات مسعد بولس وهو ما زال ينادي بهدنة ، بينما الخيار العملي هو الحديث عن المناداة بوقف الحرب وأول ذلك اسبابها وهو التدخل السافر من دولة الإمارات العربية المتحدة..

لقد احدثت مبادرة سمو ولي العهد السعودي وحديث الرئيس ترامب تفاعلات مهمة ، مما أدى إلى حالة من الاضطراب بين شركاء الجريمة والانتهاكات ونقصد هنا الدولة الراعية للمليشيا المجرمة والاطراف السودانية الداعمة لها..

وثالثها: ضرورة تسارع الدور الحكومي لطرح رؤية جامعة ، في بعد الميداني ومطلوباته ، وابعاده السياسية ، والمجتمعية الوطنية ، هذه فرصة مهمة لتأكيد أن الحكومة ساعية للسلام بما يحقق تطلعات شعبها وأمتها..

ورابعها: على الأطراف الوطنية ، اسناد الحكومة ، وتعزيز دورها واكمال تقصيرها ، فهذه مرحلة تستدعي المساندة والتماسك وليس التراشق السياسي والبحث عن مظان انتصار..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
20 نوفمبر 2025م