رأي ومقالات

مسعد بوليس ينسف ما يبنيه ابن سلمان

مسعد بوليس ينسف ما يبنيه ابن سلمان.
ما يفعله مسعد بوليس اليوم ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل تعطيل الإرادة الوطنية، وإفراغ جهود الإقليم – وعلى رأسه مشروع ابن سلمان للاستقرار – من مضمونها.
وبكل وضوح: لن يكون هناك سلام حقيقي ما دامت جذور الأزمة تُترك بلا اقتلاع.
أولاً: الإمارات… الخصم لا الوسيط
لقد أثبتت التجربة، بالدليل القاطع، أن الإمارات ليست طرفاً في سلام السودان.
من دعمٍ سياسي وعسكري، إلى تمويلٍ مباشر وغير مباشر، إلى محاولات لإعادة تدوير المليشيات… أصبحت الإمارات جزءاً من المشكلة لا شريكاً في الحل.
وبالتالي، فإن أي حديث عن سلام لا يبدأ بــ إبعاد الإمارات تماماً عن الملف السوداني هو حديث بلا قيمة، ومضيعة للوقت، بل وغطاء لاستمرار الخراب.
ثانياً: تنفيذ مخرجات جدة… دون تجميل ودون التفاف
وثيقة جدة ليست مثالية، لكنها وضعت الأساس الوحيد الممكن لأي انتقال نحو سلام.
وقلبها واضح:
تسليم سلاح الدعم السريع كاملاً، ودخول قواته معسكرات محددة، ووقف أي نشاط عسكري خارج سلطة الدولة.
هذا هو الاختبار الوحيد لجدية أي طرف.
وأي محاولة للمماطلة، أو التجميل، أو “الدمج المرحلي” أو “التسويات الرمادية”… لا تعني سوى استمرار الحرب بثوب جديد.
ثالثاً: خلاف ذلك؟ بل بس… إلى ما لا نهاية
إن لم تُعالَج هاتان النقطتان – إبعاد الإمارات و تنفيذ مخرجات جدة بحذافيرها – فإن كل ما يُقال عن سلام أو مفاوضات أو حلول سياسية لن يكون أكثر من “ديكور” للعالم الخارجي.
وهذا يعني أننا سنظل ندور في نفس الحلقة الجهنمية من الخراب والدم والنزوح والانهيار، ثم جولات تفاوض جديدة تنتهي إلى لا شيء.
بمعنى آخر: بل بس… إلى ما لا نهاية.
رابعاً: على الحكومة التعامل مع مسعد بوليس كعدو لا كوسيط
من المهم أن تعي الحكومة — وبلا أي التباس — أن مسعد بوليس ليس وسيطاً، ولا راعياً محايداً، ولا جهة تسعى للسلام.
بل هو طرف مباشر في مشروع الفوضى، ومنحاز بوضوح لمن يطيل عمر الحرب ويقوّض سلطة الدولة.
الاستمرار في التعامل معه بصفته “وسيطاً” يمنحه شرعية لا يستحقها ويضعف الموقف الوطني.
لذلك يجب أن يكون التعامل معه تعامل خصم لا تعامل شريك:
مراقبة… محاسبة… وإغلاق أي نافذة يمكن أن يتسلل منها للتأثير على القرار السوداني.
الخلاصة
السلام ليس شعاراً ولا تضليلاً إعلامياً.
السلام في السودان له معادلة واحدة لا ثاني لها:
1. إخراج الإمارات من المشهد نهائياً.
2. نزع سلاح الدعم السريع وفق مسار جدة دون تلاعب.

وليد محمدالمبارك احمد