رأي ومقالات

روعة وجمال وكرم وطيبة أهل الولاية الشمالية التي انصهرت فيها كل قبائل السودان

هناك في مدينة الدبَّة الوادعة الجميلة المعطاءة.. تدور هذه الأيام ملحمةٌ من أروع ملاحم هذا الوطن الجميل،، حيث يستبين الوجه الحقيقي وتتضح روعة شعب السودان الكريم الطيب المعطاء.. في الدبَّة الشريفة العفيفة النظيفة يتدافع أهل الولاية الشمالية وولاية نهر النيل بالمناكب لدعم وإغاثة وإسناد النازحين من جحيم المليشيا في الفاشر ومحيطها، ويبادر الأكرمون باقتسام اللقمة مع المنكوبين.. وتستقبل المدينة الطيبة المضيافة قافلةً على رأس كل ساعة.. منها المحمل بالمواد الغذائية، ومنها الذي يقدم الأثاثات ومختلف معينات الحياة،

ومنها ما يحرص على حفر الآبار لتوفير المياه النظيفة للنازحين، ومنها ما يوفر الكساء للمنكوبين كي يقيهم برد الشتاء، ومنها ما يجود بالدواء والخيام ومولدات الكهرباء والطاقة الشمسية.. بين يومٍ وليلة تحول معسكر أزهري المبارك في العفاض الجميلة إلى خلية نحل تمثل أجمل عنوان للوحدة الوطنية.. حيث تسود المحبة، ويتمدد الكرم، وتتعاظم الإنسانية، وتتلاشى الكراهية، وتستبين روعة وجمال وكرم وطيبة أهل الولاية الشمالية التي انصهرت فيها كل قبائل السودان وعاشت بسلامٍ ووئامٍ وكانت المحصلة أجمل لوحة، وأروع حكاية.. ستبقى للتاريخ، لتعلن أن شعب السودان الأبيّ أقوى من أن تقهره مليشيا أو تكسره محنة أو يذلُّه عدوان.. (وديل أهلي).

مزمل أبو القاسم
مزمل أبو القاسم
د. مزمل أبو القاسم