أين ضيّعها الأهلي؟
على الرغم من أن مقالتي الأخيرة في الاتحاد الرياضي حملت عنوان (زمن الأهلي) وما زلت مصراً عليها (محلياً) بعدما توج بطلاً للدوري وكأس الخليج العربي ووصل لنهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، ولكن نفس الأهلي انقطع آسيوياً وخرج مبكراً من البطولة التي كان يمني النفس أن يُنافس عليها وهو مؤهل ومدجج بأسلحة ثقيلة لفعل ذلك بدءا من إدارته مروراً بمدربه المحنك كوزمين وانتهاء بكتيبة مقاتلة من النجوم الذين يتمناهم أي مدرب ولكن مشكلة الأهلي أنه يُضيّع النقاط على أرضه فكيف يتأهل إن أهدر ست نقاط من أصل تسع ممكنة، وكانت فعلاً ممكنة أمام السد والهلال وسبهان، علماً أنه فاز على المنافس الإيراني خارج ملعبه وتقدم على الهلال السعودي في الرياض بهدفين قبل أن يُضيع الفوز والنقاط الكاملة وعاد وضيّع التقدم أمام السد القطري في المباراة الفاصلة، وكان يُمكن لهذه المباراة أن لا تكون فاصلة لو عرف الأهلي كيف يستثمر أرضه وجمهوره في لقائه قبل الأخير أمام الهلال السعودي، الذي كان الأفضل في دبي حتى وصل البعض حد تشبيه كوزمين (بالمدرب المحلي) وتحول من بطل قبل المباراة إلى مدرب يُطالب البعض الكثير بتحميله كامل المسؤولية عن الخروج القاري، وللأمانة فقد كان الخروج غريباً ومفاجئاً لجماهير الفرسان والأغرب أن يتحول المتصدر في آخر مباراة إلى المركز قبل الأخير في المجموعة ويخرج من الباب الضيق.
وتفاجأت أيضاً من ردة الفعل الإماراتية على مواجهة العين بالجزيرة في دور الـ 16 لأن الكثيرين لم يستهجنوها، بل باركوها على اعتبار أنها ستضمن تواجد فريق إماراتي في ربع النهائي بدلاً من مواجهة الفرق السعودية (التي اعتبرها البعض عقدة للإماراتية في الآسيوية) وهي وجهة نظر قد يتفق معها البعض وقد يختلفوا ولكن الثابت أن الكرة الإماراتية في طريقها لدور الثمانية وتبقى على بعض عدة خطوات من اللقب الذي غاب منذ العام 2003 يوم أحرزه العين وأحرزته الإمارات للمرة الأولى.خروج الأهلي قد يكون صدمة لعشاقه ولكنه درس في التعامل مع المباريات على أرضك، فإن لم تحصد نقاطها في ستاد راشد فأين ستحصد وهي في نفس الوقت دعوة للمنفعلين أن ينظروا لموسم الأهلي ككل وليس بالقطعة وأن لا يحكموا على كوزمين أو حتى الإدارة وهم من ساهموا في صياغة زمن الأهلي محلياً وأعتقد أنهم قادرون على صياغته قارياً لو صبروا على بعضهم البعض بدون أية هزات ارتدادية.
[/JUSTIFY]