النهائي المثالي
مثلي مثل خمسين ألفا غيري كنا متواجدين في إستاد خليفة في اسباير القطرية نتابع نهائي كأس سمو أمير البلاد الذي يُعتبر الختام الرسمي للموسم الكروي هناك…
كان يوم سبت وكان الجو لطيفا جدا وكان يجلس بجانبي الوزير الجزائري السابق الأديب والكاتب عز الدين ميهوبي الذي سألني بكل عفوية : هل هذا هو الجو الذي يخاف منه الأوروبيون على كأس العالم 2022 ويصورونه على أنه جحيم لا يمكن إحتماله؟
بالطبع لم أجبه لأن الإجابة موجودة في ملف قطر وليست عندي ولكنهم في كل يوم يصرون على إختراع عقبة جديدة أو قصة جديدة يشغلون بها أنفسهم وحتى أكون أمينا مع نفسي يُشغلون بها أيضا اللجنة المنظمة التي أكيد ستفكر في كيفية الرد وشاء الزملاء العاملون فيها أم أبوا فهم يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان في وضعية الدفاع عن النفس.
ما شاهدته هذه المرة من تنظيم فاق أي تنظيم سابق لنهائيات كؤوس الأمير أو أية مناسبة أخرى حضرتها في قطر جعلني أتوجه مباشرة بالتهنئة للصديق الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد رئيس الإتحاد وكل العاملين الذين جعلوا المناسبة تليق بمكانة وإسم صاحبها الذي حضر أيضا بكل دقة قبيل الساعة السابعة وتابع النهائي الذي وإن لم يكن هو الأفضل فنيا ولكنه كان الأحلى جماهيريا.
السد سار حسب توقعات غالبية النقاد المحايدين فيما توقع البعض فوز السيلية والسبب أنه قدم موسما إستثنائيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بقيادة التونسي الخلوق سامي الطرابلسي الذي قابلته بعد المباراة مباشرة ووجدته حزينا ولكن ليس منفعلا ولا متفاجئا للخسارة نظرا لفارق الإمكانيات بين فريقه وبين منافسه السد خاصة عناصرياً والأكيد أنه كان يطمح للقب الاول للسيلية في تاريخ مشاركاته في كأس الأمير ولكن السد هو من تُوج بصحبة مدربه المغربي عموتة الذي دخل التاريخ كأول أجنبي يحرز اللقب كلاعب وكمدرب وحظي بكلمات تهنئة خاصة من سموالأمير الأكيد انه لن ينساها أبدا.
مبروك للسد أغلى الألقاب وهو أنقذ موسمه المحلي وبقي عليه الآسيوي ومبروك للسيلية أيضا فهو خسر بشرف وقدم موسما للتاريخ والذكرى ولا أنسى أن أشيد بالتغطية المميزة لقنوات الدوري والكاس بقيادة صديقي العزيز عيسى بن عبدالله الهتمي وببرنامج المجلس الذي يدير دفته الأكثر من عزيز على قلبي خالد جاسم والذي كنت ضيفا عليه ليلة المباراة بصحبة نجوم الماضي الجميل.. الماضي الذي أحن إليه لنقائه الذي أراه أكثر صفاء من هذه الأيام.
[/JUSTIFY]