مصطفى الآغا

المستقبل.. يبدأ الآن


[JUSTIFY]
المستقبل.. يبدأ الآن

أعمل في قناة MBC منذ حوالي 20 عاما ولكني يوم الأربعاء الماضي سمعت أشياء عنها أسمعها لأول مرة..فرغم قربي من أصحاب القرار في المجموعة إلا أن تفاصيل انتقالنا من لندن حيث انطلقت المحطة إلى دبي كانت غير واضحة المعالم بالنسبة للكثيرين منا. فما سمعته عن القناة التي أعمل فيها حدث في منتدى الإعلام العربي الثالث عشر الذي نظمته دبي والمكتب الإعلامي للحكومة، ونادي دبي للصحافة بتنظيم «سويسري الدقة عربي الإعداد إماراتي اللمسة». المنتدى أقنع شيخنا الوليد بن إبراهيم رئيس مجلس إدارة المجموعة بالحديث في ندوة عن تجربته الطويلة مع الإعلام، ومنه عرفنا سر انتقالنا لدبي.. إنه محمد بن راشد بكل بساطة. فقد قال الشيخ وليد إنه لم يكن مقتنعا أساسا أن MBC يمكن أن تنطلق من أي دولة عربية لمليون سبب آنذاك، ورغم إرسال الشيخ محمد بن راشد لوفود وزارية لإقناعه بالانتقال وتقديم كل التسهيلات، إلا أن «التردد كان موجودا»، وفي جلسة جمعت الشيخ محمد بن راشد ومحمد بن زايد والشيخ وليد في خيمة بعرس في منطقة بين دبي وأبو ظبي جاء أحدهم وتحدث إلى الشيخ محمد على انفراد.. وعندما خرج قال الشيخ محمد بالصوت العالي: «أتدرون ما الذي كان يريده هذا الرجل.. لقد طلب مني أن أتوسط لابنه الذي تحرش ببعض البنات.. وهذا لن يحدث أبدا حتى لو كان المتحرش أحد أبنائي»..وقتها قال الشيخ وليد لصديق عمره علي الحديثي الذي كان معه.. بلد بهذا الفكر وهذه القيادة تستحق أن ننتقل إليها، خاصة بعدما شرح لهم الشيخ محمد إلى أين ستذهب دبي ليس بعد سنة أو سنتين بل بعد عقدين وأكثر. وبينما نحن وسط الندوة دخل الشيخ محمد وتابعها وقبلها بيوم افتتح المنتدى، وبعد الندوة اجتمع بالإعلاميين وصافحهم فردا فردا ثم حضر بعدها بساعات حفل جوائز الصحافة العربية، وما بينهم استقبل مسؤولين وافتتح غرفة أخبار المستقبل.. وعلى ذكر المستقبل فشعار المنتدى هذه السنة كان «مستقبل الإعلام يبدأ من الآن»، وللأمانة فقد بذلت الصديقة منى المري رئيسة نادي دبي للصحافة ومديرة المكتب الإعلامي في حكومة دبي، ومعها الصديقة منى بوسمرة مديرة نادي دبي للصحافة، ومريم بن فهد وعشرات من الموظفين والمتطوعين جهدا خرافيا في تنظيم الندوات التي حضرها أكثر من 2000 إعلامي ومهتم بالشأن الإعلامي، وكنت أحد المتحدثين في ندوة التحريض الإعلامي.. «فتن بلا حدود»، وهي برأيي ندوة تعكس جدية توجهات المنتدى في خلق حالة من الانسجام لا التنافر بين الجسد الإعلامي العربي، الذي وصفته شخصيا بالسلطة التابعة وليس السلطة الرابعة.وحتى نكون قولا وفعلا سلطة رابعة، يجب أن نزيد من جرعة الشفافية، وأن نعترف بما علينا قبل أن نُطالب بما لنا، وأن نفهم ماذا تعني كلمة إعلام يخدم الوطن والمواطن.. لا إعلام يخدم نفسه والسلطة، أو يزرع شقاق الفتنة والفرقة بين الناس.
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]