الثقل صنعة .. يا شمعة !
إذن ومع وصايانا المجيدة التي نربي عليها بناتنا بأن يتقن صنعة(الثقل) والتي يضربن بها الحائط بعد أن كسبن الرهان وأوقعن بالحبيب دون أن يدري فيشباكهن.. تكون (عسكرية) الزواج (تصّرف) وتتعلم الزوجة من كيسها فنون التمنع والدلالوالترغيب، فقد أصبحت زوجة في البيت بعد أن كانت طيفاً في المخيلة ونجماً يرنو إليهالحبيب في سماء الغيب، فكيف إذن سوف تأتي أساليب التمنع والتصنع القديمة أُكُلهابعد أن أصبحت (حارة) البيت ضيقة وجيرانها أهل كما يقول المثل!.
(شمعة) هي زوجة مصرية تقليدية وطيبة متزوجة من رجل أفرطت في تدليله والإغداقعليه بحبها إلى حد الإختناق، وبعد خمس سنوات من الزواج (الفايف ستارز) والتي تعودتفيها أن تقول له شبيك لبيك أصبح (سي سيدها) المبجل يعاملها بكل جبروت و(مساخة) ويهددهابالزواج عليها في الطالعة والنازلة رغم حبه لها، حتى جاء اليوم الذي لطشتها فيهالحقيقة في لحظة الصفا أو ال(ahamoment)العظيمة التي جعلتها تفهم أنها براقش نفسها، فبينما هي تنوح وتشتكي لصديقتهاالدكتورة إذا بها تلتفت إليها بهدوء شديد واضعة المرايا أمام وجهها الذي بدا أشبهبطماطمة عملاقة، ثم قالت لها بذات الهدوء أتعرفين ماذا ينقصك؟ هو (الرسيااااان)!.
أخذت شمعة عهداً على نفسها بعد تفكيرها ملياً في كلام الدكتورة وتذكرتالمثل الشعبي (ابنك على ماربيتيه وزوجك على ما عودتيه) وعقدت العزم على تربيةالمحروس وفكرت انه كان يعاملها كما القرد (ميمون) الذي نلوح له بالموز و(الموزبجيبك يا قرد)!، والحق يقال أن لبعض الرجال طريقة ملتوية للشعور بالحب والاهتماممن الزوجة عبر التمادي في إثارة غيرتها وتعذيبها بالإهمال، وجلست شمعة كواحدة منصويحبات يوسف تكيد للذي (وقع وما سماش على النبي)، وخرجت بخطة جهنمية خمسية تعملبسياسة النفس الطويل لاستعادة موقعها في البيت وكتبت عنوان خطتها العريض (إزايتتحولي من ممسحة رجلين إلى فتاة الأحلام)!!.
وهكذاكانت نظريات شمعة في كيفية الثقل على الأزواج منطقية مبنية على تجاربها وممكنةالتطبيق على أرض الواقع، أما بالنسبة لنساء السودان فهن أخوات مهيرة قويات العزماللاتي قفزن في البحر ذات حقبة من التاريخ، فهن يعرفن تماماً كيف لا يتحولن إلىممسحة رجلين في المقام الأول، ومع هذا ومع ما سماه البعض بأزمة الزواج فإن حواءاتاليوم وبشعور غير خفي من الأمان المسلوب صارت لهن حيل وأساليب في لفت أنظار الرجالالذين لم يعودوا كسابق عهدهم أيضاً فتأكل غنماية مكر حواء عشائهم وهم نيام!، أماالفتاة الكلاسيكية (الثقيلة) التي تتوقع من آدم اليوم أن يدرك بفطنته أن قسوتهاليست سوى دلال (جعليات) فلربما وجدت نفسها قد قامت بتطفيش المعجب الذي لم يفهمرفضها المصطنع وغادرها ليكسب زمنه مع أخرى، وظلت هي تلوم نفسها أن (كترت المحلبية)!،إذن في ظل كل ما سبق فالمعادلة صعبة.. و الموضوع يحتاج إلى دراسة ولكي في شمعةأسوة حسنة!.
(أرشيف الكاتبة)