ساندرا طه

ابناً إسمه اللا شيء ..


ابناً إسمه اللا شيء ..
مهم جداً أن تعرفي من هو حقاً يكون .. هل هو سخيٌّ أم متباهٍ ، طيبٌ فعلاً أم أنه ماكر ، حنونٌ أم صيّاد قلوب .. أن تعرفي مكامن الخير فيه و الجمال .. عيوبه الذكورية و فجواته فكلهم فيها و إن اختلفوا سواء .

و لكنك أيضاً تحتاجين لأن تعرفي من تكون هي .. ملامحها .. صوتها .. قلبها .. عطرها .. و وجهها ، أنثى منذ زمنٍ اختبأت عميقاً في زاوية الحلم في قلبه .. يتطلع إليها و يتمناها .. و صارت بالنسبة إليه آلهة الحب و النور .. لا خيار آخر لديك سوى التمثل بها .. التلبس في روحها .. التقمص في شخصها .. و ربما محاولة أن تكوني هي .. أعرفيها جيداً مع أنه ليس سهلاً .. و لكن حاولي أن تعرفي قبل كل شيء ما إذا كانت في الأصل تشبهك .. قبل أن يتحول انعكاس وجهها إلى سراب حياتك .. و تتحولين إلى قناصة فريستها شيء من العبث المحال .. تحاول أن تغدو شيئاً غيرها في عالم لا تحصل فيه الأعاجيب ، و لا تتحول فيه سندريللا إلى أميرة قبل منتصف الليل .

أحياناً ترهقنا اذواقهم و نزواتهم .. تحاولين عبثاً ان تكون قبلة تهوي إليها أحلامه و رغائبه .. حتى لو كلفك ذلك التحول من نفسك إلى مهرجة تلعب دوراً متكلفاً من الزيف و التقليد ، لأنك لا تريدين التفكير في احتمال خسارة رجل اعتبرته رجل حياتك ، اعرف تماماً مالذي تعنيه طائرة حب على المدرج الأخير .. اعرف كيف يشعرنا تشبثنا الطفولي بثياب قلوبهم الوثابة للسفر .. بعدم الكفاية او ربما

بالذنب و المحدودية ، و لكن ما يضر أياً كان لو خسر العالم و كسب نفسه ، و مالذي سيبقى لديك لو تخسرين ذاتك ؟

ظلي كما أنتي .. بهدوئك أو صخبك .. بطفولتك أو إغرائك .. بسطحيتك أو بحنكتك .. بقوتك أو بضعفك .. أياً ما كنتي تأكدي أن في العام رجل يحبك مثلما أنتي .. دون أن يضع عليك أصبعاً حتى ليغيرك .. نعم تطوري .. تحضري .. تثقفي .. تواضعي و تعلمي .. فالحب يصلح لأن يحفزنا .. دون أن يملي علينا الشروط لنتحول إلى أشياء لا نعرفها .. لا يقتل أجمل أحلامنا .. لا يقيدنا .. لذا أختاري ذاتك و لا تختاريه .. صوتي من أجلك .. رجل مثله لا دية له في الفقدان .. لأن الأنانية و الحب ماء و نار .. لا ينجبان ابناً سوى اللا شيء .

(أرشيف الكاتبة)
ساندرا طه – صحيفة حكايات