مصطفى الآغا

كأس العالم انتهت!


[JUSTIFY]
كأس العالم انتهت!

اليوم أول أيام شهر رمضان المبارك، فكل عام وأنتم بخير وشهر رمضان كما نتغنى به دائماً هو شهر الصوم والعبادة والتسامح والغفران، وللأسف أجد أخلاق البعض خلال هذا الشهر أضيق من أي شهر، وهم يتذرعون بالصيام، وأعتقد أن عدم صيامهم أفضل إن كانوا سيتحولون إلى أناس عصبيين وغاضبين طوال فترة الصيام، بل أن يتحلوا بالصبر والحلم ويتمثلوا أخلاق الصائم ومعاني الصيام نفسه.

وبمناسبة الحديث عن الغضب والعصبية فالكل يشهد للأوروجوياني سواريز بأنه لاعب من طراز نادر مثلما نشهد أيضا للإيطالي بالوتيلي، ولكن وبعد مسلسل العض المكسيكي المتواصل لسواريز يبدو بالوتيلي حملاً وديعاً بالمقارنة معه، والمشكلة ليست في العض وحده، بل فيمن يبررون العض ويدافعون عن العاضض، ويرفضون العقوبة القاسية التي صدرت بحقه، ومنها الإساءة بشكل مباشر لأعضاء لجنة الانضباط العشرين ووصفهم بأنهم لا علاقة لهم بكرة القدم، ولم يركلوا الكرة في حياتهم، وأنهم قادمون من دول لم تسمع بالاحتراف مثل سنغافورة وهونج كونج وباكستان والكونغو، والأكيد أن هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاً فسنغافورة وهونج كونج تحديداً تُعلمان الآخرين الحضارة والنظام، ومن يبصق في الشارع في سنغافورة تتم معاقبته بأقصى العقوبات، والحكم على لاعب عض منافساً وسبق له وأن عض غيره لا يحتاج لاحتراف ولا لممارسة الكرة ولا لملاعب أو منشآت أو إنجازات، بل يحتاج لرؤية أخلاقية افتقدها سواريز، وكل من دافع عنه بشكل أعمى، ومنهم النجم الذي أحبه إنزو فرانشيسكولي الذي زاد في الطنبور نغماً، عندما قال إن الناس تدفع لشراء تذاكر المباريات لمتابعة نجوم أمثال سواريز، وهنا أقول له «اسمح لي»، فمن وضعك ناطقاً رسمياً باسم ملايين عشاق كرة القدم، ومن قال لك إننا ندفع المال لقاء سوء الأخلاق، ومن قال لك إن العضة مثل ضربة الكوع أو «الفاول» الذي تعايشنا معه منذ أن عرفنا كرة القدم، ولو حدث العكس أي لو قام كيلي بعض سواريز فهل كنت ستدافع عن العاضض أم المعضوض؟.

لهذا أنا شخصياً مع العقوبة، لأن الأخلاق هي جوهر الحياة والدين، وليست جوهر الرياضة فقط، وكأس العالم الحالية انتهت بالنسبة لسواريز، ومستقبله مع ليفربول، أعتقد أنه انتهى ولن ينضم لبرشلونة ما لم يعتذر علانية، وأنا شبه متأكد أنه سيعتذر إن عاجلاً أم آجلاً.
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]