ثقافة الطفل السوداني وتكامل الأدوار بين الأسرة والمدرسة والإعلام
يعيش الاطفال في جو ثقافي به قدر من التعقيد لتباين الأدوار وتنافس المصالح كما تحيط بالطفل مصادر متعددة للاتصال مختلفة المصادر والثقافات ، كل هذا يُلقي بتبعاته على تلقي الطفل لقيم وسلوك وعادات ومعتقدات متنوعة ،تصل إلى حد التناقض والتضاد والاصطدام بالموروثات الثقافية التي تؤدي بدورها إلى تهديد الهوية والخصوصية وإلغاء الآخر وإنعكاس ذلك على إستقرار وأمن المجتمع. منتدي ثقافة الطفل السوداني الذي نظمته وزارة رئاسة مجلس الوزراء تناول هذه التعقيدات إيماناً منه بدور المجتمع ومؤسسات الدولة في طرح الحلول الناجعة لمقابلة المد الثقافي والثورة المعلوماتية التي قربت المسافات وإجتاحت الحدود وللإستفادة من منافعها والحد من مضارها في النفوذ لعقول الأطفال ، فقد أوضح د. ياسر ابوحراز نائب مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا : أن من أهم الأهداف الهامة للتربية والمناهج المدرسية تنمية القدرات للأفراد على التفكير باسلوب علمي والإستناد في الرأي إلى الدليل والبرهان وتنشئة جيل يتميز بالجدية والصلابة لديه من القدرات مايجعله قادراًَ على مواجهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها الأمة ويؤكد د. ياسر أبوحراز أن الإرتقاء بثقافة الطفل السوداني تتطلب الاهتمام باثراء المكتبة المدرسية بالكتب العلمية والدينية والثقافية وإنشاء مراكز خاصة بالطفل بالاستفادة من تجربة أندية الصبيان التي أنشاها معهد بخت الرضا في السابق والاهتمام بالنشاط الطلابي. وعن دور الأسرة السودانية في تثقيف ونشأة الطفل في ظل التقنيات الحديثة يؤكد د. تاج السر دوليب الاستاذ بجامعة الاحفاد أن الاسرة السودانية ظلت تلتزم بمنهج تلاحم الأسرة بالطفل والقيام بدورها وتحمل مسؤوليتها قبل إنشاء المدارس ورياض الأطفال مضيفاً بأن الأسرة لها الدور الأكبر فيما يتعلق بنمو وتطور الطفل ودعمه بالمعارف والسلوكيات التي تشكل ثقافته قبل ظهور التقنيات الحديثة والتي لابد من الاعتراف بها وحاجة العقل البشري للتطور في مجالها ودورها المرادف للتربية المدرسية والاسرية الذي يتطلب تدريب الاطفال على إستخدام الأجهزة الحديثة والتنسيق مع الجهات المختصة لإنتاج مواد إعلامية للطفل السوداني تراعي الإرث الثقافي والديني للأمة والتقاليد الاجتماعية
ونجد أن هناك العديد من المصادر الثقافية التي تؤثر على شخصية الطفل ويقول عن ذلك د. خليل عبدالله المدني الأستاذ بجامعة النيلين : أن الاطفال يولدون في المجتمع ولديهم إستعداد فطري لإكتساب ثقافة ذلك المجتمع عن طريق التطبيع الاجتماعي ويقوم المجتمع بذلك الدور عبر مؤسساته الاجتماعيةالمتمثلة في الأسرة والمدرسة وجماعة اللعب والجيرة ويمثل الجدود أهم المصادر لتثقيفهم خاصة في المجتمعات البطيئة التغير ويتم غرس القيم الثقافية باساليب متعددة منها الاحاجي والاساطير والاغاني والالعاب والترفيه مضيفاً بأن هذه المصادر تهيئ الأطفال للقيام بدورهم في المستقبل
وعن الوسائل الإعلامية الجديدة التي إقتحمت ثقافة الطفل السوداني ودورها في نشأته يقول الأستاذ المكتفي بالله سرور مدير البرنامج بتلفزيون السودان القومي: أن الطفل السوداني تصله رسائل إتصالية عبر العديد من وسائل الإعلام المختلفة ومن رسائل منتجة في الخارج بها جودة تفوق ما ينتج محلياً تبهر الطفل وتقلل إقباله على المنتج الوطني وتحوي شتى أنواع العنف التي تؤثر على الطفل وتنجم عنه المعاناة النفسية والميل والتحيز والتشدد فى التفكير وتشتيت الولاءات والإحساس بالانتماء ، فيجد الطفل نفسه في ازمة تتجاذب مشاعره تجاه وطنه مضيفاً بأن إعلام الطفل المحلي يساهم في إقبال الطفل على وسائل الإعلام الخارجية لحشده للمعلومات والإنشغال بالتفاصيل دون الإهتمام بقدرات الطفل المعرفية وافتقاره التشويق والجاذبية بعدم الإهتمام باختيار القوالب الجاذبة والأخراج الجيد وبالتالي نجد إن ثقافة الطفل السوداني تتطلب تضافر كافة الجهود لاعداد مشروع متكامل للنهوض بثقافة الطفل تسهم في إعداده وتنفيذه كل الجهات ذات الصلة للعبور بالطفل السوداني إلى بر الأمان ولتشكيل شخصيته وتنمية قدراته العقلية والنفسية التي تسهم في نضوجه وتوازنه.
تقرير امل عبدالحميد
الخرطوم – سونا