مصطفى الآغا

ليّ أذرع


[JUSTIFY]
ليّ أذرع

غريب طبعنا نحن العرب وغريب كيف نتغير ونتلون بين لحظة وضحاها، فبعد أول مباراة للجزائر أمام بلجيكا ثارت ثائرة الملايين من جزائريين وغير جزائريين على المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش ووصفوه بالجبن، وعدم قراءة المباراة، وبتفوق مارك فيلموتس عليه عندما قام بثلاثة تبديلات أربكت حسابات وخطة خليلودزيتش «حسب تعبير الأخير وتصريحاته العلنية»، والرجل عصبي، وهذا واضح من تصريحاته، فهو أهدى مثلاً فوز المنتخب الكبير والساحق على كوريا للشعب الجزائري، ولكن بدون إعلامييه، وهم من نتفوه خلال البطولة وقبلها ولكن الحال انقلب بعد موقعتي كوريا وروسيا «أكاد أجزم أنه لو بقي خاسراً أمام روسيا»، لعادوا ونتفوا ريشه من جديد، لأن ثلاثة أرباع الانتقادات تأتي انفعالية، وحسب طبيعة النتائج، وليس حسب المعطيات الموجودة بين أيدي المدرب ومنافسيه وجاهزية لاعبيه وتنفيذه لخططه.

والمشكلة أن المباراة الحلم أمام ألمانيا جعلت غالبية الشعب الجزائري يطالب بالتجديد للرجل، وحتى رئيس الدولة عبدالعزيز بوتفليقة طالب الصديق محمد روراوة رئيس اتحاد الكرة بالتجديد للمدرب، ولكن المدرب تملص من إعطاء أي وعد، وحمل حاله وسافر لفرنسا، حيث تقيم عائلته، وقيل وسط غضب كبير، لأن روراوة اصطحب معه المدرب الجديد للخضر إلى البرازيل، وهو الفرنسي جوركوف، ليتابع المنتخب الذي سيدربه لاحقاً على الطبيعة.

شخصياً وإن كنت من أقرب أصدقاء محمد روراوة، ولكني بالتأكيد ضد هذه الخطوة «لو حدثت كما تم وصفها»، لأنه لا يوجد رجل لديه كرامة يقبل أن يستمر تحت الضغط أو التهديد أو بوجود خليفته على المدرجات، اللهم إلا إذا كان هناك اتفاق مسبق ونهائي بين رئيس الاتحاد والمدرب على عدم التجديد، مهما حدث في المونديال، حتى لو وصلت الجزائر للربع نهائي أو حتى أبعد من ذلك.

أهم ما في الموضوع أن لا يكون هناك «لي أذرع» لا من قبل المدرب ولا من قبل رئيس الاتحاد ولا من قبل الصحافة، لأن المتضرر الأول والأخير في النهاية هو كرة القدم الجزائرية التي نريد لها الاستمرار بالتألق لا العودة للصفر، مع مدرب جديد قد يحبه الجزائريون، وقد لا يحبونه، ولنتذكر جميعا أن الاستقرار أساس النجاح وليس العكس.

[/JUSTIFY]
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]