مصطفى الآغا

لمن ستقرع الأجراس؟


[JUSTIFY]
لمن ستقرع الأجراس؟

اخترت عنوان مقالتي قبل الأخيرة في واحدٍ من أفضل الملاحق التي واكبت نهائيات كأس العالم في البرازيل، إن لم يكن أفضلها وأغناها على الإطلاق وهو ملحق الاتحاد الإماراتية، اخترت العنوان لرواية إيرنست هيمنجواي «لمن تُقرع الأجراس» والأسباب كثيرة.

فالكاتب أميركي يتحدث عن شأن إسباني وأنهى حياته في كوبا، وكتبه نالت شهرة عالمية، أي حاله حال كأس العالم التي سنشهد اليوم مباراتها الختامية بين بطلين سابقين للعالم، أي أن المنطق فرض نفسه في النهاية ولن نرى اسماً جديداً مثل كوستاريكا أو تشيلي أو المكسيك أو حتى هولندا أو البرتغال.

وعلى مدار 32 يوماً، عشنا معكم واحدة من أغرب كؤوس العالم التي عايشتها شخصياً وعمري زاد على الخمسين، أي تابعت عشر بطولات من أصل 20 عرفها العالم، إذ تبلغ اليوم كأس العالم الرابعة والثمانين من العمر، وخلال كل هذه السنوات لم نشاهد سقوطاً لصاحب الضيافة مثلما شاهدناه في البرازيل التي تحتاج لكل الأطباء النفسانيين في الكون ليعرفوا ما الذي حدث لها وللاعبيها.

في هذه البطولة، سقط حامل اللقب السابق المنتخب الإسباني بالقاضية، ولكن كبرياءه أبى أن يخرج وحيداً فاصطحب معه الإيطالي والإنجليزي والبرتغالي في مشهد مُفجع لعشاق هذه الدول، تلتهم الأوروجواي من دور الـ16 ولم يبق في الميدان سوى الأرجنتينيين والألمان والموعد على لقب ثالث لـ «التانجو» أو رابع لـ «لمانشافت».

وبعد سباعية الرأفة «لأن لاعبي ألمانيا اعترفوا أنهم خلال الشوطين اتفقوا على عدم إذلال البرازيل أكثر»، بعد السباعية باتوا بعبع العالم، بعد أن كانوا طوال تاريخهم الماكينات التي لا ترحم أياً كان ومهما كان، وأينما كان ولهذا شاهدنا مشجعي الطرفين يتناوشون في شوارع ريو دي جانيرو وساو باولو، وهم يغيظون بعضهم بعضاً، ولكن لم يلاحظ أحد أن مشجعي الأرجنتين توعدوا الألمان بالفوز بهدفين أو 2 – 1 أو 3 – 1، ولكن الألمان توعدوا بـ«خمسات وستات وسبعات»؟

شخصياً، لا أعتقد ولا أتمنى ولا أرغب برؤية مباراة من طرف واحد، وأتمنى أن يكون اللقب أرجنتينياً، لأنه بعد رحيل «السامبا» يبقى التانجو من النكهة اللاتينية التي أهواها ويهواها ملايين غيري ممن لم يشاهدوا منتخبات دولهم تشارك في النهائيات، فاختاروا أبطالاً يقفون معهم ويشجعونهم وكأنهم أبطالهم هم.

وأتوقع أن تستمع الجماهير، وعشاق «الساحرة المستديرة» في كل مكان حول العالم، بمقطوعة من العزف الجميل، في حفل ختام العرض المونديالي على مسرح البرازيل.

[/JUSTIFY]
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]