مصطفى الآغا

يابان.. حلال؟


[JUSTIFY]
يابان.. حلال؟

اليابان بلد فيه حرية دينية مطلقة، وهو بالتأكيد بلد غير مسلم وتعداد سكانه 127 مليونا و120 ألف نسمة حسب إحصائيات 2014، ديانة غالبيتهم خليط بين الشنتو والبوذية، وهناك مليونا مسيحي، ومليون لهم ديانات أخرى منهم فقط 100 ألف مسلم..
والطبيعي أن يكون التركيز على غير المئة ألف لأنهم أقلية ضئيلة جدا جدا قياسا على التعداد السكاني، ولكن اليابانيين قرروا أن تكون سوقهم التجارية والدعائية والسياحية ملائمة جدا للمسلمين، والسبب السياح القادمون من جنوب آسيا مثل ماليزيا وإندونيسيا، وعدد سكان البلدين يقترب من 300 مليون نسمة معظمهم مسلمون.
ومنذ صغري أسمع أن اليابان من أغلى دول العالم، والسفر إليها مُكلف حتى بالنسبة للأثرياء، فما بالكم «بالمنتوفين أمثالنا»؟ طبعا قد يقول بعضكم: «منتوف» وبدك تسافر ولليابان كمان؟ حسرتي على المنتوفين.
على كل حال، اليابان بلد غالٍ ومكلف، والمشكلة الأكبر أنه مثل الصين الأكل فيه مشكلة لمن تعوّد على المندي والكوسا محشي والكبة والبابا غنوج والملوخية، ولم يتعود على السوتشي والأفاعي والإوز المخنوق والصراصير المشوية أو حراشف القرش.
وحتى لا نتذمر ونشتكي من أكلهم لهذا قرر اليابانيون فهم عقليتنا وتفكيرنا وديننا، وما الذي نأكله وما الذي لا نأكله، وما هو حرام وما هو حلال، واجتمعوا في طوكيو مع بعض الخبراء المسلمين في شؤون السياحة، وقرروا أن يكون هناك أيضا سياحة إسلامية «حلال»، والهدف بلوغ رقم 20 مليون سائح بحلول عام 2020، وهم وصلوا الآن إلى 10 ملايين، وقرروا أن يراعي المطبخ الياباني «واشوكو» العادات الإسلامية، وبدأت المطارات والفنادق بتخصيص أماكن للصلاة، وإشارات تدل على القبلة ومكة المكرمة، حتى الجامعات بدأت بتقديم طعام «حلال»، ودخلت البنوك على الخط فبدأ بنك ميتسوبيشي يو إف جي بتقديم خدمات مصرفية إسلامية، وصكوك بقيمة نصف مليار دولار.
عندما قرأت هذا الكلام تذكرت كيف جمعتنا السيدة منى المري مدير المكتب الإعلامي بحكومة دبي في فندق آرماني ببرج خليفة السنة الماضية، وطلبت منا وكنا حوالي 500 صحافي وإعلامي وكاتب أن نجلس حول طاولات مستديرة، ويخرج كل منا أو حتى كل طاولة ولو بفكرة حول الاقتصاد الإسلامي والسياحة الإسلامية.
وها هي دبي تفكر بسنوات قبل اليابان، كيف ستكون مركزا للسياحة العالمية، كما قال حاكمها الشيخ محمد بن راشد، الذي يريد لمدينته وبلده أن تخدم ملياري جار لها وقادم إليها أو حالم بزيارتها.

[/JUSTIFY]
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]