فيلم سينمائي يفضح عنصرية ألمانيا
أثار المنتج السينمائي ونتر وولراف جدلا في ألمانيا بفضحه الممارسات العنصرية في ذلك البلد الأوروبي الغربي.
وكان وولراف قام بطلاء نفسه باللون الأسود وابتدع شخصية رجل صومالي أسماه كوامي أوغونو لفيلمه الوثائقي “بلاك أون هوايت”, الذي بدأ عرضه في دور السينما بألمانيا أمس الخميس.
وطوال عام من تنكره في تلك الشخصية, اكتشف أن كل مواقع التخييم والشقق المعروضة للإيجار وفرص العمل موصدة في وجهه لا لشيء إلا للون بشرته.
وقال المخرج باغونيس باغوناكيس إن الفيلم أظهر أن العنصرية متفشية في كل فئات المجتمع بل إن الكثيرين يعتزون بتعصبهم.
وأضاف قائلا “أدركت بعد 14 شهرا كم هي متفشية العنصرية اليوم. ليس العنف الذي نقرأ عنه كل يوم في الصحافة وحده السائد بل العنصرية العادية كذلك”.
ومضى إلى القول إنك كأسود لا تعثر على شقة ولا تحصل على وظيفة, وإذا جلست في إحدى الحانات ستجد من ينعتك بالزنجي.
وفي أحد مشاهد الفيلم يخبر أحد الحاضرين بموقع للتخييم وولراف صراحة بأن لون بشرته هو السبب في كونه لن يجد مكانا له ولأسرته هناك.
وأبدى مخرج الفيلم باغوناكيس دهشته لأن الكثيرين لم يجدوا غضاضة في عرض المشاهد التي يظهرون فيها لاعتقادهم بأنهم لم يفعلوا إلا الشيء الصحيح.
غير أن الفيلم جلب لوولراف الانتقادات من مجموعات سوداء بسبب الأساليب التي اتبعها.
فقد قالت متحدثة باسم “مبادرة السود في ألمانيا” إن طابع الفيلم ينطوي على إشكالية عويصة تكمن في أن أحد الناس نصّب نفسه متحدثا باسم السود.
ويدافع باغوناكيس بالقول إن “الفيلم ليس عن السود. نحن لا نتحدث عما ينتاب السود في ألمانيا من إحساس. إننا نتناول فقط رد فعل البيض عندما يرون شخصا يبدو أسود اللون”.
الجزيرة نت