مصطفى الآغا

العلامة الفارقة


[JUSTIFY]
العلامة الفارقة

دون أدنى شك، فإن الفرق الكبيرة صاحبة الإنجازات والبطولات يمكن أن تواجه أياماً صعبة وكبوات، وحتى سنوات عجافاً، ولكن المؤكد أن هذه الفرق تعود من جديد للقمة، وهو ما حدث لليفربول ومانشستر سيتي ويونايتد وأرسنال والبرازيل، وقبلها أوروجواي وإيطاليا وإسبانيا وهولندا، وحدث ويحدث لآلاف الأندية والمنتخبات، ولكنه لا يدوم، وإلا لتغيرت النظرة لهذه الفرق ونسيها الناس، كما حدث مع نوتينجهام فوريست بطل أوروبا الأسبق، والعملاق ليدز يونايتد إذ طالت غيبتهما حتى استطابا الجلوس في العتمة.

والعين فريق بطولات وإنجازات وتاريخ وجماهير ولاعبين ومدربين وقيادة، أي أن كل مقومات النجاح والاستقرار موجودة فيه وعنده، ولهذا لم نتوقع أن تطول «كبوته»، وهو أول نادٍ عربي يتوج بلقب دوري أبطال آسيا بنسخته الجديدة، والأولى عام 2003، ولم نتوقع أن تستمر قصة تغيير المدربين التي كانت فصلاً «غريباً» في تاريخ العين، وجاء التوقيع والتأكيد على زلاتكو، رغم تشكيك البعض بمكانته وخبرته يومها، وهو من قرر وفصّل وجهّز المعسكرات الاستعدادية واللاعبين، لما شاهدناه يوم الثلاثاء الماضي أمام الاتحاد، فكان زلاتكو من العلامات الفارقة قبل المباراة وبعدها، عندما اعتذر عن سوء تصرفه مع مساعد مدرب نادي الاتحاد، وعندما لم يُغال في الفرح أو في التوقعات، وأبقى قدميه وأقدام فريقه على الأرض، مؤكد أنه يتجهز لمباراة الثلاثاء المقبل، وأنه يعتبر نتيجة الذهاب (صفر – صفر)، وهو من أجمل ما قاله زلاتكو الذي لم تقصر الجماهير العيناوية في شكره والاحتفاء به، وهو بادلها الحب وكثر اعتبروا جمهور العين «ومعه جمهور الهلال السعودي أمام السد القطري» العلامتين الفارقتين في تلك الليلة، وللأمانة لم أتوقع هذا الحشد الجماهيري الكبير «في عز موسم الإجازات والسفرات السياحية»، خاصة بوجود مشجعي كل الأندية الإماراتية، ولم أتوقع شخصياً هذا المستوى الكبير من العين، ولا هذا المستوى من الاتحاد، فهو منذ عرفته مهاجماً لا يلعب للنقطة، ولا يتراجع بكل هذه الأعداد من اللاعبين، خاصة أنه واجه العين مرتين هذا الموسم، فاز مرة وتعادل مرة، أي أنه لم يكن ملدوغاً لدغة «للتاريخ والذكرى»، حتى يلعب بكل هذا الحذر، وربما تكون للمدرب السعودي خالد القروني أسبابه، ولكن الثابت أنه تعرض لحملة قاسية من النقد وصلت إلى حد المطالبة بتغييره حتى قبل مباراة الإياب.

وتبقى مواجهة الثلاثاء المقبل تاريخية لطرفيها ولا أعرف حتى الساعة إن كانت بجمهور أم من دون جمهور، لأن الاتحاديين قالوا إن الخبر اليقين سيأتي يوم 21 أي الخميس، ثم قالوا إن اجتماع لجنة الاستئناف تأجل إلى اليوم الأحد وبالنسبة لي «كمحايد»، أتمنى رؤية ملعب الجوهرة ممتلئاً، حتى تزيد متعة المواجهة التي قد يكون بطلها بطلاً لآسيا من جديد.

[/JUSTIFY]
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]