حق الجماهير
من المفارقات أن دورة الألعاب الآسيوية، التي تقام حاليا في كوريا الجنوبية، تُقام تحت شعار (التنوع في أبهى صوره) ولكن التنوع شهد أبشع صوره عندما تم منع المنتخب القطري للسيدات من اللعب بالحجاب أمام منغوليا لأن الاتحاد الدولي لكرة السلة لا يسمح بارتدائه ؟؟؟
المشكلة أن اللجنة الأولمبية الدولية سمحت بالحجاب وشاهدنا العشرات من المُحجبات من كل دول العالم بما فيها دول غربية يشاركن في ألعاب مختلفة لا بل ويتوجن بميداليات ذهبية وفضية وبرونزية فلماذا يتعنت الاتحاد الدولي لكرة السلة ولماذا لم يتم حل المشكلة قبل بدء دورة الألعاب الآسيوية ولماذا لم يتدخل مسؤولو المجلس الأولمبي الآسيوي للحل وهم أساسا عرب ويعرفون أن المشكلة لم يتم حلها وبالتالي يتم التعميم على كل منتخب سيشارك بمسابقة كرة السلة وإعلامه أنه لن يتم السماح لهن بالمشاركة إذا لعبن بالحجاب بدلا من السفر والتعب والتفكير والاستعداد والطموح وربما الأحلام بالذهب؟
وأتذكر أن الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الفيفا قام بجهد جبار لإقناع بلاتر والفيفا بالسماح للمحجبات بممارسة كرة القدم مثل غير المحجبات ونجح في ذلك ولا أنكر أيضا أن محجبات شاركن في دورة الألعاب الآسيوية الحالية مثل رباعي الفريق الإيراني للتجديف الفائز بميدالية برونزية والكويتية نجلاء الجريوي والإيرانية اغاي حاجي اغا في مسابقتي الثلاثي والريشة الطائرة وإذا كان شعار الدورة هو التنوع.. فعن أي تنوع يتحدثون؟
أعتقد أن قطر فعلت حسنا بانسحابها من مسابقة كرة السلة للسيدات والمجلس الأولمبي الآسيوي أصدر بيانا قال فيه: «إن من واجب الاتحادات الرياضية حماية حقوق الرياضيين التي يجب أن تكون على رأس الأولويات.. فلكل رياضي الحق في تمثيل علم بلاده دون أي تمييز ودون أي تهديد بفرض عقوبات مالية عليه ومن واجبهم (من هم؟) حماية الرياضيين وتمكينهم من ممارسة الحق في حرية الاختيار بكرامة كما ينص الميثاق الأولمبي».
أعتقد أن مسألة السماح باللعب بالحجاب ليست من علوم الذرة ويمكن إقناع الاتحاد الدولي للعبة كما تم إقناع غيره من الاتحادات الدولية، لو توحدت الاتحادات المتضررة في كل أرجاء الدنيا وليس عربيا فقط تحت رأي واحد وموقف واحد وعددها ليس قليلا أبدا وربما لو كانت هناك أميركية مسلمة وبارعة جدا في كرة السلة ولا يمكن الاستغناء عنها وفشلوا في إقناعها باللعب دون حجاب لتغير القانون برمشة عين…
أقول ربما
[/JUSTIFY]