مرزوق الغانم والشعب
أستطيع الادعاء بأنني أعرف معالي مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي عن قرب، وأعرف نمط تفكيره وطبيعة شخصيته، بعد ساعات معقولة قضيتها في بيته بصحبة عدد من الإخوة والأصدقاء، بعيدا عن الرسميات والتحفظ الطبيعي الذي يتلحف به الساسة في الجلسات الرسمية.
وعندما تم انتخابه رئيسا لمجلس الأمة الكويتي كنت من أكثر الناس سعادة، رغم أنني لست كويتيا ولا ناقة لي ولا جمل في القضية، ولكنني كنت متيقنا أن الرجل المناسب جاء للمكان المناسب، وأقول هذا الكلام وأعرف أن العشرات وربما المئات والآلاف قد يعترضون أو يختلفون معي فيه، ولكنه رأيي الشخصي الذي لا يخص أحدا سواي ولي أسبابي في ذلك.
فأول مزاياه أنه شاب بهمة الشباب وتوثب روحهم، وهو برلماني وكان رئيسا للجنة الشباب والرياضة وعضوا في اللجنة المالية والاقتصادية ولجنة حماية المال العام، وعضوا في البرلمان العربي الانتقالي، وبالتالي فهو يعرف خبايا وزوايا القوانين، ويعرف كيف يناقش الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق، وربما الصوت العالي بصوت أعلى.
وثاني مزاياه أنه رياضي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ورغم أنه يشكل جناحا مختلفا بحد ذاته، ولكن الاختلاف ضروري في الحياة الديمقراطية شريطة ألا يتحول العام إلى خاص، وألا تتم شخصنة الخلافات، وكنت أتوقع للرياضة الكويتية أن تشهد ثورة على صعيد القوانين والمنشآت والاحتراف الحقيقي طالما أن رئيس مجلس الأمة من تلك الفئة، وحتى الآن مازلنا ننتظر تلك الثورة التي تضع الرياضة الكويتية في مكانها الصحيح، الذي تستحقه أساسا كونها رائدة في منطقة الخليج، فالكويت أول بلد عربي يتوج بطلا لآسيا، وأول فريق من الخليج يتأهل لكأس العالم، وبطل الخليج 10 مرات، ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي كويتي، ولكن الرياضة فيها مازالت تعيش على نبض السبعينيات من القرن الماضي، وتحتاج لثورة حقيقية، وأن يتم النظر إليها على أنها مثل الصحة والثقافة والتربية والدفاع.. جزء رئيسي من نهضة الكويت، وليست من الكماليات كما يعتقد البعض.
وثالث مزايا مرزوق الغانم أنه سليل عائلة سياسية وتجارية، و”شبعان عز”، وهي برأيي المتواضع ميزة للسياسي والقيادي والمسؤول في أي بلد في الدنيا، إن عرف كيف يُبعد أعماله الخاصة عن قوة منصبه الرسمي.
أما لماذا أتحدث اليوم تحديدا عن مرزوق الغانم فلأنني وجدته نشطا في وسائل التواصل الاجتماعي، ومتواصلا مع الشعب وهي سمة وميزة نفتقدها في المسؤولين العرب “الكبار”، مع بعض الاستثناءات أخيرا حيث بتنا نرى حكام إمارات ورؤساء وزارات ووزراء خارجية ودفاع وإعلام وبرلمانات لهم حسابات في تويتر وإنستغرام، ولكن بعضهم يضع نشاطاته دون أن يكلف نفسه حتى عناء قراءة التعليقات أو آراء الناس، وكل ما نريده أن ينكسر الحاجز بين المسؤول والمواطن، وأن يتحسس المسؤول هم الشعب من الشعب مباشرة، وليس عبر التقارير التي تصله من الحاشية وتكون في معظمها “مبولشة وخالية من الأمور التي تسد نفس المسؤول حتى لو كانت حقيقية”.