مصطفى الآغا

إرهاب


[JUSTIFY]
إرهاب

الأكيد أن الكتابة في أي موضوع ديني ستثير على صاحبها الكثير من الجدل إن لم تصل للمشاكل مهما كانت درجة علم ومعرفة من يكتب، فما بالكم بالعبد الفقير الذي يؤم المصلين في كثير من الأحيان، ولكنه وسطي معتدل فلا إفراط حتى في الدين، والأكيد أن الدال على الخير كفاعله، ولكن هناك وسائل “حبوبة وطيوبة وفيها الكثير من الترغيب” لفعل الخير، بدل الوسائل الإرهابية والقمعية التي يمكن أن تجبر البعض على الاتباع ظاهريا، ولكنهم من الداخل ليسوا كذلك.
ووسائل التواصل الاجتماعي “حُبلى” بالآيات الشريفة وبالحكم والمواعظ والأحاديث، والناس تتناقلها بكل طيب خاطر، وأعتقد أن الواتس آب والإس إم إس من الأبناء الشرعيين لوسائل التواصل الاجتماعي، وهي تغزو حياتنا ليل نهار ومن دون سابق إنذار، فيمكن أن تكون في مشفى أو عزاء وتأتيك نكتة عالواتس آب، ويمكن أن تكون في الصلاة ويأتيك ما يعكر صفوها ممن لا يفكرون قبل أن يرسلوا.
وآخر ما وصلني هزني وأخافني فاضطررت لإرساله لتسعة أشخاص ممن أعرفهم، إذ كانت الرسالة تقول “الرحمن الرحيم الملك القدوس لو أرسلتها لتسعة غيري بكرة هتسمع خبرك هيفرحك، ولو تجاهلتها هيصيبك سوء حظ لتسع سنين ويمكن تخش النار”.
أنا شخصيا خفت وبجد أرسلتها لتسعة أشخاص كان من بينهم صديقي ماضي الخميس رئيس تحرير “الكويتية” وأمين عام ملتقى الإعلام العربي.. ماضي ما كذب خبر وأخذ الكلام ونشره على حسابه بإنستغرام وطلب استفتاء من متابعيه لمعرفة رأيهم حول ما أرسلته له.. ويبدو أن متابعيه خوافين لهذا أحجموا عن الخوض في أمر ديني، اللهم ما ندر منهم، والذين علقوا قالوا إن الأمر غير صحيح ومبالغ فيه..
طبعا أنا أعرف أن الأمر غير صحيح لأنني مسلم ولست بوذيا أو شيوعيا، ولكن البعض لا يراعي الآخرين في بعض الرسائل، ويُجبرهم على تعميم وجهة نظره، وإن لم يفعلوا فهم كفرة أو لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، وتأتي هذه الرسائل على شكل تسونامي في كل وسائل التواصل الاجتماعي، وتحذرك بالثبور وعظائم الأمور إن لم تمررها لمن تعرفهم، وربك رحمني أن من أرسل لي طلب إرسالها لتسعة أشخاص وليس لمئة أو ألف.
ولأن الموضوع الديني حساس لهذا تعبت في كتابة هذه المقالة خوفا من تربص البعض لأي حرف أو فاصلة، وعندها قد أبدؤها مؤمنا بالنسبة لي وأنهيها وأنا من المشركين بالنسبة لهم “والعياذ بالله”.

[/JUSTIFY]
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]