أم الإمارات
كلنا نقول إن المرأة هي نصف المجتمع، ولكن هناك فرقاً كبيراً بين أن نقول فقط، وبين أن ندعم ونؤازر هذا النصف، الذي أعتبره شريكاً أساسياً ورئيسياً في بناء نهضة الإمارات، وللأمانة، فإن هناك نماذج مُشرّفة، تستحق الإشادة من النساء الإماراتيات، على رأسهن «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي أطلقت جائزة للمرأة الرياضية، ونحن في سنتها الثانية، ورغم حداثة عمر الجائزة، إلا أنها تجددت وتطورت وحظيت وتحظى باهتمام ودعم عربي، وليس إماراتياً فقط، وأعتقد أنها ستكون إحدى الجوائز المهمة على صعيد المنطقة، بل على مستوى العالم.
مبادرة الجائزة، ليست بغريبة على «أم الإمارات»، التي أسست الاتحاد النسائي العام في27 أغسطس 1975، ومن يومها لم تتوقف مبادرات سموها المحلية والعربية والعالمية، إذ أطلقت استراتيجية محو الأمية وتعليم المرأة في الدولة عام 1975، ورعاية مهرجان الأسر المنتجة، ورعاية مشروع المسح الوطني لخصائص الأسرة المواطنة ودعم سكان كوسوفو، وتأسيس صندوق لرعاية المرأة اللاجئة والطفل، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم).
ومن مبادراتها أيضاً رعاية برنامج تعزيز دور البرلمانيات العربيات، وإطلاق برنامج المرأة والتكنولوجيا في الإمارات بالتعاون مع مايكروسوفت، وإطلاق شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر خلال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية بأبوظبي، وإطلاق الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية، ورعاية جائزة المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية، وعشرات المبادرات الأخرى التي تغطي كل مفاصل المجتمع الإماراتي والعربي وخارج حدود الدولة.
أتمنى من كل قلبي أن تكون جائزة «المرأة الرياضية»، أحد العوامل المهمة في دعم الرياضة الأنثوية إماراتياً وخليجياً وعربياً، فهي حتى الآن لا تمثل سوى جزء بسيط، وبسيط جداً من الطاقات الأنثوية العربية التي ما زالت حبيسة التردد وانعدام التشجيع الأسري، لا بل والمعارضة الشديدة لممارسة الأنثى للرياضة، حتى في رياضات أنثوية بحتة، ضمن عاداتنا وتقاليدنا مثل الرماية وركوب الخيل والرياضات القتالية. وشخصياً، أنا من الداعمين لممارسة المرأة لدورها في المجتمع بشكل كامل غير منقوص، وهو ليس منة من الذكور عليها بل لأنه حق من حقوقها.
[/JUSTIFY]