على مهدي: قطر قدمت دعما كبيرا للثقافة العربية وساهمت بانجازات ثقافية منذ تاسيس مجلة الدوحة
أكد مستشار الاتحاد العام للفنانين العرب، الفنان علي مهدي، أن قطر تدعم ومنذ زمن بعيد الثقافة العربية، إذ قدمت الكثير من الإنجازات الثقافية وحركة النشر ومن خلال ذلك تم تأسيس مجلة “الدوحة” التي قدمت كتابا وتجارب عربية زاخرة. وقال مهدي في لقاء مع “جريدة الشرق القطرية “: إن الدوحة ساهمت بشكل كبير في احتفالات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية في 2005، موضحا في الوقت ذاته بأن هناك مباحثات حاليا بين الجهات الرسمية لإعداد برامج لنتمكن من المشاركة في دعم الدوحة عاصمة للثقافة العربية. وأوضح مهدي بأنه التقى خلال زيارته للدوحة مؤخرا وزير الثقافة والفنون القطري، حمد بن عبدالعزيز الكواري، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الدوحة، إذ تم خلال اللقاء بحث إمكانية تقديم عمل مسرحي يتناول أوجه الثقافة في الدوحة باعتبارها عاصمة للثقافة العربية 2010. وتطرق مهدي خلال زيارته إلى البحرين مؤخرا إلى أبرز المعوقات التي تواجه عمل الدراما السودانية والعربية على حد سواء، حيث أشار إلى أن هناك جهودا مبذولة من أجل تحقيق المزيد من النجاح والتقدم لتلك الدراما، وقال: إن نقص التمويل والدعم، بالإضافة إلى المساحات المتاحة في الفضائيات السودانية قلل من فرص ظهور تلك الدراما. وأكد بأن الدراما السودانية بحاجة إلى إعداد وتأهيل المزيد من الكوادر التقنية والفنية، وقال: “على الرغم من ذلك حققت الدراما السودانية نجاحات خلال الفترة الأخيرة من خلال الأعمال الجديدة التي تقدمها وتعرض على بعض القنوات الفضائية الخليجية مثل تلفزيون قطر متمثلة في مسلسل (الهروب)”. وفيما يلي تورد سونا نص اللقاء: ـ ما الذي تعتزمون تقديمه من أعمال لدعم “الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010″؟ وماذا يمثل لكم الشعار؟ منذ زمن والدوحة تدعم الثقافة العربية في شتى مجالاتها، إذ قدمت الكثير من الأعمال لدعم حركة النشر، ومنها خرجت “مجلة” الدوحة ، التي قدمت كتابا وتجارب عربية، كما أنها ساهمت في الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005. وأعتقد أن الجهات الرسمية في الجانبين تعمل على إعداد برامج للمشاركة دعما لهذا الشعار، أما بالنسبة لنا في مسرح “البقعة”، بحثت خلال مشاركتي في حفل الافتتاح مع معالي وزير الثقافة والفنون حمد بن عبد العزيز الكواري إمكانية تقديم عمل مسرحي، كما بحثت ذات الموضوع مع عدد من المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الدوحة تأكيدا على أهميتها كعاصمة ثقافية عربية. ـ ما هي آخر أعمالكم الفنية؟ وهل لديكم أعمال أخرى ستقدم قريبا؟ وما هي طبيعتها؟ تبث قناة الشروق الفضائية حاليا سلسلة حكايات سودانية، وكان لي مشاركة طيبة في 3 حلقات، كما تبث الآن القناة القطرية مسلسل “الهروب من الغرب” وهو عمل مصري كانت لي مشاركة فيه أيضا، فيما أعمل الآن لإنهاء تصوير الجزء الرابع من سلسلة “هباش” لتبث في شهر رمضان المقبل. ـ كيف ترون أداء الدراما السودانية مقارنة بنظيرتها في دول الخليج والعالم العربي؟ لا شك أن هناك جهودا مبذولة ومتصلة من أجل الدراما السودانية لتحقيق نجاحات، لكن تظل مشكلة التمويل والبرامج والمساحات المتاحة في الفضائيات السودانية والعربية تقف أمام نهوضها، وهذا أمر هام، حيث إن فرص عرض الدراما السودانية أقل ولكن على الرغم من ذلك حققنا في السنوات الماضية بعض النجاحات في الوصول إلى فضائيات سودانية غير التلفزيون القومي. إن عرض “هباش في المعاش” في قناة النيل الأزرق وبعدها هباش وزير في قناة زول والآن تعرض قناة الشروق بنجاح حكايات سودانية، إذا الأمر يذهب في الاتجاه الصائب لذلك المقارنة تصعب من ناحية التواجد العربي. ولكن من الجانب الآخر من ناحية الجودة والقضايا التي تطرحها الدراما السودانية أعتقد أنها أفضل وفي مرتبة جيدة ومتقدمة وسط الدراما العربية. كما أن عددا من الفنانين السودانيين يشاركون الآن في بعض الأعمال الدرامية العربية مثل مكي سنادة، ومحمد عبد الرحيم قرني في الأعمال التاريخية والدينية التي أنتجت في سوريا والمشاركة الأخيرة لي في المسلسل المصري الهروب من الغرب. ـ برأيكم ما الذي ينقص الدراما السودانية لتلحق بركب الدرامات الخليجية؟ وهل هناك تحديات تواجهها حاليا؟ نحن نحتاج إلى إعداد وتأهيل الكوادر التقنية والمزيد من التدريب في الإضاءة والصوت والتصوير، إن الكفاءات موجودة لكن نحن نحتاج إلى المزيد ، وأيضا نحتاج إلى المعدات التقنية المساعدة.. إن تجربة حكايات سودانية أكدت هذا، حيث بذل جمال عبد الرحمن كمنتج جهودا كبيرة ووفر معدات قيمة ، لكنها تحتاج إلى تشغيل طوال العام وهذا الذي يبدو أنه سيحدث
الدراما في الخليج تتكئ على دعم مستمر، الفضائيات العربية توزع أعمالها ونحن نحتاج إلى التوزيع وعلى المحطات السودانية أن تساهم في هذا ، نواجه في كل لحظة تحديات كبيرة في الكتابة والتمثيل والإخراج وبقية العناصر المساعدة لكن التجارب المتكررة هي التي تفيد وتدفع في اتجاه التطوير. ـ لماذا يركز معظم المشاهدين العرب على الأعمال الخليجية ويتم إهمال الدراما السودانية؟ هذه قطعاً جزء من سياسات القنوات العربية، لازالت الأغنية السودانية غائبة عن الفضائيات لاحظ البرامج في التلفزيونات العربية لا تستضيف إلا فيما ندر فنانين وأدباء سودانيين، وأظن أن الصحافة أيضا لها دور في التوعية. كان أول حوار لي في صحيفة في البحرين، كنت حينها أمينا عاماً لاتحاد العام للفنانين العرب والآن أنا نائب رئيس الهيئة الدولية للمسرح iTi/ يونسكو والـ MBC عرضت لقطات من مسلسل هباش عندما استضافوني قبل أسبابيع، وكانت هذه أول دراما سودانية في قناة عربية. نحن نتحمل جزءا من هذه المسؤولية و تنقصنا المبادرات. ولكن هذا العام لدي محاولات مع بعض القنوات الفضائية لعرض سلسلة هباش الجديدة و هذا هو الجزء الرابع سنوياً. ـ يتحجج البعض من صعوبة اللهجة السودانية في الأعمال الدرامية والفنية.. كيف تردون على ذلك؟ هذا غير صحيح نحن نعتقد أن اللهجة السودانية أقرب إلى الفصحى وهي أقرب إلى بعض أشقائنا في الوطن العربي، وهم في الحقيقة لم يشاهدوا دراما سودانية ليمتنعوا عنها، نحن لم نجد المحطة العربية التي تبث دراما سودانية وبعدها ندخل في هذا التحدي و يمكن أن نعالج بعد ذاك الأمر إذا كانت هناك صعوبات في الفهم. ـ هل من انتقادات وجهت لكم لأعمالكم الفنية والمسرحية؟ نعم لا شك أن كل مبدع ينبغي أن يعرف أن أعماله محل النظر، وأتابع أنا كثيرا وأستفيد من النقد، إذ أنه يساعد على التعرف على مدى تطور الرؤى عندي والآخرين. ـ أبرز مطالبكم لدعم الأعمال المسرحية في سبيل النهوض بها وبمكانتها؟ إن الدولة لها أدوار كبيرة في دعم الحركة المسرحية عبر مؤسساتها وننتظر إلى أن يتحول هذا الفهم إلى واقع، كما ننتظر إعلان صندوق دعم الإنتاج المسرحي، واستكمال بناء المسارح وتوفير الاحتياجات الأولية، كما أن هناك تدابير يمكن إنجازها مثل الإعفاءات الجمركية والضرائب. وتسهيل حركة انتقال الفرق للمشاركة خارجيا، وأعتقد أن ميلاد مجلس المهن الموسيقية والمسرحية سيساهم كثيرا في كل هذا.
الدوحة 19/2 سونا