حلقة مفرغة
عادي جداً أن يخسر أي فريق أو منتخب وعادي جداً أن يمر بفترة هبوط، ولكن غير العادي أن تكون معالجة الهبوط والخسائر هي نفسها في كل مرة مع توقع نتائج مختلفة؟
كيف يمكن أن نتوقع عودة الروح للكرة السعودية على صعيد المنتخب، إذا كنا لا نغوص في الأسباب الحقيقية وتبقى الأمور ضمن المعالجات الآنية والسطحية وأولها تغيير المدربين، وثانيها تغيير بعض وجوه اللاعبين، بينما المنظومة كلها هي التي يجب معالجتها، والبحث في أسباب تراجعها.
من الممكن جداً أن يفوز المنتخب السعودي في مباراتيه المقبلتين على أوزبكستان وكوريا الشمالية، وحتى أن يصل لأدوار متقدمة، وربما ينافس على اللقب كما حدث في لبنان عام 2000 حين خسر أولى مبارياته أمام اليابان برباعية، ثم تمت إقالة التشخي ماتشالا ووصل المنتخب للمباراة النهائية أمام اليابان نفسها وكاد أن يتوج …
صدمة الخسارة تم علاجها الآني بتغيير المدرب، ولكن المنتخب فشل في الوصول لنهائيات كأس العالم منذ 2006، وغاب عن نهائيات كؤوس آسيا منذ 2007، وخرج في قطر 2011 من الدور الأول بخسارتين من الأردن وسورية، وفي كأس العالم 2002 خسر بنتيجة ثقيلة وحتى كارثية أمام ألمانيا، وتم تشكيل لجان لبحث الأسباب، ولم يصدر ما يمكن أن نسميه علاجاً أو حلاً دائماً، وتم تناسي الموضوع الذي يخرج إلى الذاكرة بين الفينة والأخرى من باب المناكفات الجماهيرية. متى يتم التوقف عن تفنيش المدربين بعد أول خسارة ثقيلة، ولماذا لا يكون هناك صبر على من سيأتي ليبني لا ليحقق نتيجة آنية، وربما لن يحققها؟
متى تكون المنظومة كلها من إدارية وفنية ولاعبين وأجهزة طبية محلية ومدربين وأكاديميات وإعلام كلها محترفة؟
أعتقد أن الاحتراف الحقيقي ونضع 700 خط تحت كلمة حقيقي، هو الحل الوحيد لديمومة نهضة الكرة السعودية أندية ومنتخبات، وهذا لا يعني أنها لا يمكن أن تمر بأزمات وخسارات، ولكن هذا يعني أن هذه الأزمات والخسارات ستكون هي كبوة الجواد والاستثناء، ولن تكون القاعدة أبداً.
[/JUSTIFY]