[JUSTIFY]< يوم الجمعة الماضي لم يكن كغيره من الأيام.... ففي أول ساعة فيه تم إعلان وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو الخبر الذي هز وأحزن العالم كله وليس بلاده فقط... فالرجل لم يكن مجرد ملك لبلاده، بل كان أحد أهم قادة عصره وأكثرهم قرباً من قلوب الناس... لهذا أصاب الحزن الغرباء والأشقاء على حد سواء.وفي اليوم نفسه جرت ملحمتان كرويتان، كان الكثيرون يتوقعون فيهما خروج المنتخبين العربيين المتبقين في نهائيات أمم آسيا من الدور ربع نهائي، صحيح أننا قلنا إن منتخب الإمارات صاحب الشخصية الأوضح في البطولة من بين المنتخبات العربية التسعة التي شاركت في النهائيات، لثبات مستواه في كل المباريات، بما فيها تلك التي خسرها من إيران في الدقيقة الأخيرة من المباراة، ولكن منافسه المقبل كان المنتخب الياباني (البعبع)، الذي لم يتمن أحد لقاءه سوى في النهائي.فاليابانيون طوروا كرتهم بشكل مذهل احترافياً في الداخل وفي الخارج، وضمت تشكيلتهم الحارس كاواشيما الذي يحرس شباب ستاندر لييج البلجيكي، ومدافعه ساكاي في شتوتغارت الألماني، ويوشيدا في ساوثامبتون الإنكليزي، وناغاموتو في إنتر ميلان الإيطالي، ونجمهم هوندا في الميلان، وهاسيبي وتاكاشي في آينتراخت فرانكفورت، وكاجاوا في بروسيا دورتموند، وشينجي أوكازاكي في ماينز، وكلها أندية ألمانية، والأهم أن كلهم أساسيون في أنديتهم، وهم أبطال القارة 4 مرات (1992 و2000 و2004 و2011)، فيما لم تصل الإمارات للنهائي سوى مرة واحدة عام 1996 على أرضها، لهذا فكان الغالبية على رغم محبتهم للإمارات وأمنياتهم لها بالفوز، إلا أنهم توقعوا اليابان، ولكن رجال الأبيض بيضوها، وتمكن علي مبخوت الذي ظهر في «خليجي 22» فقط وتوج هدافاً لها، من تسجيل هدف التقدم في الدقيقة (7)، وهو هدف تاريخي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، إلا أن هذا الشاب أبى أن يحتفل بهدفه حزناً على رحيل خادم الحرمين الشريفين، في بادرة كسب بها قلوب السعوديين وعقولهم، فكان حزن الفرح الذي جسد العلاقة الاستثنائية بين العرب وبلاده والسعودية.وفي اليوم نفسه سجل أسود الرافدين إنجازاً آخر قياساً لأوضاعهم، وبوجود مدرب مُعار من نادي قطر، هو راضي شنيشل، عندما هزموا المنتخب الإيراني القوي والمستقر فنياً وإدارياً، الذي يعج أيضاً بالنجوم.فكان يوم الجمعة يوماً استثنائياً في منطقتنا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهو اليوم نفسه الذي شهد أيضاً مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز خادماً للحرمين، والأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد، والأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد.رحم الله الملك عبدالله ووفق خلفه لما فيه خير الأمة، وبالتوفيق للإمارات والعراق في نصف نهائي أمم آسيا.[/JUSTIFY]