حوارات ولقاءات

رئيس اتحاد الغناء الشعبي السابق : القاب الفنانين الشباب كلام فارغ

المطرب الشعبي المعروف عوض الكريم عبد الله، يعتبر من الرواد الذين اسهموا ومازالوا في مجال ترقية وتطوير فن الغناء الشعبي.. كيف لا.. وهو أول من أدخل الموسيقى الحديثة في مجال الأغنية الشعبية.. إلى جانب رصيده الوافر الشاهدة عليه مكتبة الغناء.. كان (للفنية) جلسة مع المبدع عوض الكريم .. الذي تناول عدة موضوعات في ساحة الغناء عموماً، وساحة الغناء الشعبي بصفة خاصة، ولم يخلُ حديثة من سهام ونيران أطلقها على جهاتٍ وشخوصٍ في الوسط الفني، ولنطالع معاً افاداته.

البدايات.. كيف كانت؟

ـ بداياتي كانت عام 1964م. وكانت بالرق، ومن ثم انتقلت للموسيقى الحديثة، التي لم يسبقنِ اليها أحد، وأسست اتحاد الغناء الشعبي في تلك الفترة، ولم يسبقني في ذلك إلا الفنان الراحل بادي محمد الطيب.. وتواصلت بعد ذلك مسيرتي الفنية حتى الآن.

بصراحة.. أنت غائب عن الساحة الفنية وليس لديك وجود في الفترات السابقة؟

ـ هذا كلام غير صحيح.. فأنا موجود بكثرة، والدليل على ذلك تسجيلي لعدد من الحلقات في الإذاعة والتلفزيون، بالإضافة الى البوم (عشق القلوب)، الذي انتجته في الفترة الأخيرة، ويضم عدداً كبيراً من الأعمال الجديدة.

ولكن بصراحة أكثر يقال إن صوتك قد (شاخ)؟

ـ صوت الفنان الأصيل لا يشيخ أبداً، ومن يقولون مثل هذا الكلام من المطربين فهم الذين شاخت أصواتهم، ومن هنا اتحداهم واحداً واحداً في حفل جماعي.
karem gabr

تلاحظ بصورة كبيرة غياب عملية تواصل الأجيال في ساحة الغناء الشعبي؟

ـ هذا كلام صحيح، وبصراحة أكثر لا توجد أصوات شابة في اتحاد الغناء الشعبي، وحتى الأسماء الموجودة في الاتحاد لأكثر من (40) عاماً ليس لها وجود وغير معروفة، وإذا لم تنضم أصوات جديدة لاتحاد الغناء الشعبي، ولو سار القائمون على أمر الاتحاد بهذه الصورة العقيمة، فسوف يندثر الغناء الشعبي في السودان.

ما هي حقيقة الخلافات المستمرة داخل اتحاد الغناء الشعبي؟

ـ نعم هناك خلافات كبيرة داخل الاتحاد، والسبب في ذلك تغول البعض على المناصب القيادية في الاتحاد، وهم غير مؤهلين لذلك، وللأسف الشديد الموجودون حالياً على رأس اللجنة غير معروفين، وليست لهم تجارب حتى يقودوا الاتحاد.

الى ماذا يرجع ضعف الأعمال الفنية للمطربين الكبار في الفترات الأخيرة؟

ـ يرجع ذلك للضغوط المعيشية وعدم توفر الجو الصحي المعافى لابداع الفنان، هذا بالإضافة الى أنهم لا يجدون الفرصة في الأجهزة الإعلامية، حتى يطرحوا أعمالهم الجديدة.. وحتى المطربين الشباب أعمالهم ضعيفة وتذوب بسرعة كبيرة.

يقال.. إن المطربين الكبار استغلوا قانون الاتحاد والقاضي بعدم ترديد أغنيات الغير استغلالاً سيئاً، وجنوا من خلاله الأموال من المطربين الشباب؟

ـ على العكس تماماً، هذا القانون يضبط الساحة الفنية، ويمنع الفوضى الموجودة حالياً، كما أنه يحفظ للفنانين الشباب حقوقهم كما يحفظها للكبار.

بصراحة.. ما هو رأيك في السا حة الفنية الآن؟

ـ بأمانة الساحة الفنية الآن (منتهية)، هذا بالإضافة الى المهاترات والإساءات بين المطربين عبر صفحات الصحف، والتي توضح جهلهم التام برسالة الفن، وبصراحة لا أستطيع أن أتحدث عنها أكثر من ذلك، خاصة بعد أن امتلأت بالغناء الهابط، مع غياب دور الجهات المعنية بضبط الساحة الفنية، التي اعتبرها مثل الشجرة، وتحتاج لهزة قوية حتى تسقط الأوراق الجافة، وتبقي الأوراق الخضراء.

الألقاب التي أصبحت تطلق مؤخراً على بعض الفنانين الشباب مثل (الامبراطور) لأحمد الصادق، و(القيصر) لمعتز صباحي، و(الدكتور) لحسين الصادق.. وغيرها.. ما هو رأيك فيها؟

ـ بصراحة.. يفترض أن يعرض هؤلاء المطربون على طبيب نفسي، لأن كل هذه الألقاب هي (كلام فارغ) ولا أعتقد أن الجمهور اطلقها عليهم.. ورغم كل ذلك فإن أصواتهم جميلة، وأتمنى أن يتفرغوا لتطوير فنهم بعيداً عن هذه الأوهام.

لماذا لم تغنِ مثل الكثيرين من المطربين -وخاصة الشباب- للأندية الرياضية (المريخ ـ الهلال)؟

ـ إذا لم تقدم لي الدعوة لن أذهب أبداً، ولو ذهبت فلن اتقاضى أجراً على ذلك.. وللأسف الشديد كل الذين يغنون للأندية يذلون أنفسهم، وكل ذلك من أجل الشهرة وجني الأموال.

رأيك في الأصوات النسائية الموجودة في الساحة حالياً؟

ـ قبل خمسين عاماً ظهرت أربع فنانات فقط وامتلكن الساحة، ولكن في العشر سنوات الأخيرة ظهرت أكثر من مائة فنانة، ومع كل هذا الكم الهائل من الأصوات النسائية اليوم، فلا يوجد صوت سوى هاجر كباشي، وندى القلعة، وسمية حسن وفهيمة.

أشتكى عدد كبير جداً من المطربين من تجاهل التلفزيون القومي لهم؟

ـ بصراحة التلفزيون القومي لا يعطينا مساحات.. والنيل الأزرق تتحيز لفنانين بعينهم.

مقاطعاً: لماذا تصف قناة النيل الأزرق بالتحيز .. هل مررت بتجربة شخصية مع إدارة القناة؟

ـ نعم وجدت التجاهل الكبير من إدارة القناة، وذلك عندما قدمت دعوة لرئيس القناة حسن فضل المولى في مكتبه لنقل الاحتفال بتجربتي الغنائية من جامعة العلوم والتقانة، ولم يحضر ولم يقدم اي اعتذار، ومع ذلك ذهبت اليه مرة أخرى لتسجيل عدد من الأعمال الجديدة بالعود في رمضان الماضي وقال لي: انتظر لحين عودة الشفيع عبد العزيز من باريس، والى الآن لم يتصل بي، فلم اتصل به مرة أخرى خاصة وأنني عندما ذهبت اليه ذهبت لعلاقتي معه، ولكنه تجاهلني ولم يهتم بي.

رأيك في تجربة برنامج (نجوم الغد)، و (أغاني وأغاني)؟

ـ (نجوم الغد) بحالتها الحالية تدمر الجيل بأكمله، أنا لست ضد الفكرة ولكن يجب أن لا يتم استيعاب الأطفال فيها، لأنها تغير مسارهم من التعليم والتحصيل الأكاديمي، وأتمنى يعدل البرنامج، ليصبح مؤسسة بها لجان الحان داعمة لها.

.. أما برنامج (أغاني وأغاني) فكرته جميلة جدا،ً وذلك لذكاء الأستاذ السر أحمد قدور، ولكنه يفتقد للتنوع، وتحتكره أصوات معينة، وبشكله الحالي أصبح مكرراً ومملاً، فلماذا لا يتم تدعيمه بفنانين كبار للتغيير.

الصحافة الفنية بعيون عوض الكريم عبد الله؟

ـ الصحافة الفنية تغلق الأبواب في وجوهنا، وتفتحها للمطربين الشباب، وعموماً هي تعتمد على المجاملات والعلاقات الشخصية.

برأيك.. من هو الأنسب لقيادة اتحاد المهن الموسيقية في الفترة القادمة؟

ـ أعتقد بأن الدكتور عبد القادر سالم هو رجل المرحلة المقبلة في الاتحاد، وذلك لأنه يمتاز بالأخلاق العالية وتفقده لجميع الفنانين، وأنا لا أمدحه ولكنها طبائعه السمحة، وبصراحة هو أصلح شخص لقيادة الاتحاد.

تجربتك مع الفيديو كليب؟

ـ أنا أول فنان بدأ هذه التجربة في السودان، بأغنية (في الليل الهاجع)، وأخرجها الرائع شكر الله خلف الله، ولكن لم أكررها مرة أخرى لعدة أسباب.

غياب دوركم كفنانين في الدفع بعملية السلام بالبلاد؟

ـ بصراحة.. لا يوجد تنسيق بين وزارة الثقافة والجهات المعنية، وكل الدعوات التي تقدم لنا فردية، ولكن الآن هناك فكرة لقوافل فنية الى دارفور، والجنوب، وجبال النوبة يقودها الدكتور عبد القادر سالم.

ما هو دوركم في عملية الانتخابات الهم الأكبر في البلاد في هذه الأيام والأيام القليلة المقبلة؟

ـ الفنان لا ينفصل عن قضايا أمته، والفن والسياسة رسالة واحدة، ولا توجد حكومة اهتمت بالفنانين وكرمتهم وأعطتهم معاشات سوى الإنقاذ، وأنا شخصياً مؤتمر وطني ولا أرى رئيساً للبلاد سوى عمر البشير ولن أعطي صوتي لغيره.

أكثر ما أغضبك في السا حة الفنية في الفترة الأخيرة؟

ـ أكثر ما يؤلمني هو حديث الفنان الشعبي عبد الله محمد، الذي بدأ في فرقتي (كورس)، ومعه محمود فلاح، فكل ما سئل عن بداياته الفنية في فرقتي، يتحاشى الحديث عن ذلك، وأعتقد أنه شرف كبير جداً له لو تحدث عنها.

برأيك من هم أميز المطربين في الساحة حالياً؟

ـ كمال ترباس، ومحمود عبد العزيز، وطه سليمان بصورة خاصة، لأنه فنان مميز ومجتهد.

الجديد القادم؟

ـ لديّ البوم جديد يضم عدداً من الأعمال الجديدة منها: (في حسن محبوبي، في القوز ما نسينا، طال وجدي بيك) وغيرها سيرى النور قريباً.

كلمة أخيرة؟

أتمنى أن يتم الغاء الزمن المحدد للحفلات، حتى يمتع الفنان الجمهور ويمتع نفسه، مع العلم بأننا جلسنا كفنانين مع السيد رئيس الجمهورية في منزله، ووافق على أن تستمر الحفلات حتى الساعة الوا حدة صباحاً، وكان هذا اللقاء قبل أربع سنوات ولكنه لم ينفذ.. كما أشكر صحيفة (آخر لحظة) المميزة التي ولدت بأسنانها، وأنا من المداومين علي قراءتها، خاصة وأن قائدها الأستاذ مصطفى أبوالعزائم يعتبر صديق الفنانين، والمعاملة الرائعة والراقية التي نجدها منه هي نفسها التي وجدناها من والده المرحوم أستاذ الأجيال محمود أبوالعزائم، وأتمنى لها مواصلة تصدرها للصحافة السودانية.

حاوره : عبد الرحمن جبر: تصوير: سفيان البشري
صحيفة آخر لحظة