التجربة القطرية!
فنحن تعودنا أن نشاهد بطولات للتنس والغولف و(الفورمولا وان) في بلادنا، وتحديداً في منطقة الخليج، ولكن تبقى هذه البطولات محصورة على الأجانب، بينما نكتفي نحن بالفرجة، وبالتالي لم تستطع لا البطولات ولا من نظموها اكتساب الأرضية الجماهيرية، ولا عشق هذه الرياضات، إلا أن القطريين ومنذ سنوات أي من اللحظة التي تم الإعلان فيها عن تنظيمهم لبطولة العالم 2015، عملوا ليل نهار لتشكيل منتخب قوي، يستطيع أن ينافس فرنسا وإسبانيا أبطال العالم 4 مرات، ويهزموا ألمانيا بطلة العالم 3 مرات، وسبقوا روسيا بطلة العالم مرتين وكرواتيا بطلة العالم مرة واحدة، ومنحوا قارتهم آسيا ووطنهم العربي مركزاً إضافياً في أولمبياد ريو دي جانيرو، والأهم منحونا الفخر والنصر والفرح، ولا يهم ما يقوله الكثيرون حول موضوع التجنيس فمنتخب فرنسا نصفه مجنس وزيدان وبن زيمة وآلاف غيرهم أيضاً نالوا الجنسية، وهم من أصول عربية، ولن ندخل في متاهات قصة التجنيس لأنه لا يوجد بلد في العالم ليس لديه مجنسون بدءاً بأميركا وانتهاء بألمانيا والسويد والدنمارك… فما يهمني الآن كعربي أن التاريخ والسجلات ستكتب أن من نظم وفاز هو قطر، ومن تابع البطولة على الطبيعة سيجد أن الإنجاز الأهم هو إيجاد قاعدة شعبية وجماهيرية عريضة من الأطفال الذين حضروا كل منافسات البطولة، وبدأوا بفهم قوانين اللعبة، وباتوا يطالبون أهلهم بتعليمهم إياها خاصة بوجود البنى التحتية العملاقة، وما كان هذا ليتحقق لو خرج المنتخب القطري من الدور الأول، أو من دون الفعاليات المصاحبة للبطولة، التي كانت مذهلة بكل المقاييس وجاذبة حتى لمن لا يفقهون ولا يحبون الرياضة أو كرة القدم وأثبتوا أن الأجواء الرياضية يمكن أن تكون أجواء عائلية فيها المرح والفرح والترفيه، وبالتالي يصبح حضور المباريات مثل الذهاب للسينما أو المسرح… أي ثقافة وهو برأيي الإنجاز الأهم الذي خرجت به قطر من هذه البطولة التي ستبقى بلا نقاش أو جدال الأحلى والأجمل والأمثل بين بطولات العالم قاطبة.[/JUSTIFY]