مصطفى الآغا

الصراحة المطلقة


[JUSTIFY]الأسبوع الماضي حل في دبي ضيفا عزيزا وغاليا الصديق ماضي الخميس رئيس تحرير الكويتية، ومؤسس وأمين عام ملتقى الإعلام العربي، الذي يجمع حتى الأضداد في ملتقاه، ليس لسماع الصراخ والشتائم كما يحدث في بعض شاشاتنا العربية بل لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر، وربما البحث عن حلول وقواسم مشتركة لصراعاتنا العربية- العربية.
وعلى غداء من شرفة مطعم يطل على برج خليفة في دبي مول، الذي بات سابع أكبر مكان إنتاجية على سطح الكرة الأرضية، وبلغ عدد زواره 75 مليونا، أي ما يفوق زوار نيويورك ولوس أنجليس مجتمعتين، التقيت بالصديق ماضي وبصحبته الأخ وليد الخشتي المدير التنفيذي للإعلام والعلاقات العامة في شركة زين، وانضم إلينا لاحقا عدد من الأصدقاء الإماراتيين المسؤولين عن المترو والترام وشركة الاتصالات، وسبب ذكر وظائف الجميع ارتباطهم اليومي بحياة المواطن، وبالتالي كان لابد من التطرق للأمور الخدمية والسياحية والثقافية والإعلامية والفكرية في بلداننا العربية، ولا بد لي أن أكون أمينا مع قلمي، وأذكر أن الإخوة الإماراتيين قالوا لماضي الخميس إنهم يشكرون الكويت دائما وأبدا على وقفتها مع الإمارات يوم كانت كتب المدارس تأتيهم من هناك، وكيف كانت الكويت منارة للثقافة والعلم والصحافة، ولكن يبقى السؤال الذي وجهته أنا لماضي ووليد؛ لماذا لم تحافظ الكويت على ريادتها، فيما نهضت قطر والإمارات بشكل مذهل، وباتت دبي مثلا قبلة أنظار العرب والعالم، حتى تربع مطارها على عرش مطارات العالم بأكثر من 70 مليون مسافر في السنة، وباتت دبي الوجهة السياحية الأولى في الشرق الأوسط ومن الأوائل في العالم، وفيها معظم وسائل الإعلام العربية والغربية المؤثرة، وكبريات الشركات والبنوك العالمية، ولمعظم نجوم الفن والرياضة والثقافة بيوت فيها، ولكنها بنفس الوقت حافظت على خصوصيتها وخصوصية مواطنيها الذين واكبوا التطور المذهل لبلدهم خلال أقل من خمس عشرة سنة، وتحديدا منذ 2001 وحتى 2015، ويبدو أن هذا التطور لا سقف ولا حدود له، وبتنفيذ متقن وعمارات ومنشآت بمواصفات قياسية دولية، ومن دون مشاكل روتينية وبيروقراطية، وهنا لب المسألة كلها.. البيروقراطية والروتين واللجان التي تدرس عمل اللجان، وتحقق في أسباب تأخير عمل اللجان، فتصدر التوصيات التي تحتاج للجان متابعة، وهو ما يحدث تقريبا في معظم الدول العربية ومنها الكويت، وهنا أترك الجواب الصريح جدا لأهله فأهل مكة أدرى بشعابها، ولكن الجواب الذي يتحلى بالصراحة المطلقة هو وحده الكفيل بوضع النقاط على كل الحروف.
[/JUSTIFY]