رياضية

في أجمل مبارياته هذا الموسم: ليفربول يُمتع ويُقنع ويلقن ساندرلاند درساً لن ينساه

قدم ليفربول واحدة من أجمل مبارياته على الإطلاق هذا الموسم على ملعبه ووسط جماهيره أمام ساندرلاند في المباراة قبل الأخيرة من الأسبوع الـ32 من الدوري الإنجليزي الممتاز وفاز عليه بثلاثية نظيفة.
تفنن نجوم ليفربول في التمرير الأرضي والعرضي والطولي بجميع الأشكال والألوان، ومن كل الطرق وصلوا لمرمى حارس ساندرلاند “كريج جوردون” الذي كان لا حول له ولا قوة أمام الطوفان الأحمر من اليمين عن طريق جونسون وماكسي، ومن اليسار عن طريق إينسوا وبابل، ومن العمق بواسطة جيرارد وتوريس وديريك كاوت مع دعم متواصل من ماكسي الذي كان يتحول لصانع ألعاب مع جيرارد تحت رأسي الحربة وقت تقدم جونسون جهة اليمين بطريقة صريحة.

بدأ ليفربول المباراة راغباً في رد الإعتبار من هزيمته في النصف الأول من الموسم على يد ساندرلاند بهدف دارين بينت، فلم يُهدر أي دقيقة وشن العديد من الهجمات منذ الدقيقة الثانية حين استقبل المدافع المتقدم لأداء الدور الهجومي “أجير” عرضية من جيرارد سددها قوية بيمناه في الزاوية القريبة لكن الحارس جوردون ابعد الكرة ببراعة لركنية.

واتضح الإنكماش من جانب ساندرلاند الذي أراد الخروج بأقل الخسائر مُبكراً فكانت النتيجة إحراز توريس هدف التقدم في الدقيقة الثالثة من تسديدة فنية متقنة وسريعة عندما ركض بالكرة جهة اليسار ثم اقتحم منطقة الجزاء وراوغ تارنر بذكاء ليُعدل الكرة على قدمه اليمنى من زاوية مُنحرفة، ويسددها بباطن قدمه في أقصى اليسار ناحية المقص الأيسر للمرمى مُعلناً عن تقدم الريدز بهدف من أروع ما يكون.

تواصل الأداء الرجولي من نجوم الريدز بالضغط على حائز الكرة من منتصف الملعب وما ساعدهم خطة لعب ساندرلاند المتحفظة ولكن ليفربول لم يدعهم يتنفسوا أبداً، فلم يرتاح لاعبوه أبداً مؤكدين رغبتهم بهذا الأداء الترشح لدوري أبطال اوروبا الموسم المقبل.

واطلق ماسكيرانو تسديدة صاروخية في الدقيقة 14 من خارج منطقة الجزاء قوية جداً لكنها مرت جوار القائم الأيمن، وبعدها نفذ نجوم الوسط والهجوم جملة تكتيكية هي الأفضل على الإطلاق في الموسم ككل بالدوري الإنجليزي، حيث مرر كاوت كرة سحرية بكعبه والكرة في الهواء إلى ماكسي رودريجيز الذي توغل داخل منطقة الجزاء جهة اليمين ثم مرر للمتحرك من دون كرة (جيرارد) الذي مرر بالعرض أرضية جميلة لتوريس فسددها النينيو من لمسة واحدة جوار القائم الأيسر لجوردون في الدقيقة 16.

ولم يتأخر ليفربول أبداً بين الفرص وبعضها البعض، فقد أهدى ماكسي كرة سحرية لجيرارد في الدقيقة 18 جهة اليمين سددها القائد المحنك بيمناه على جوردون وهي في طريقها للمرمى لمست أحد اللاعبين لتخرج ركنية ويُنفذها ستيفن بنجاح إلى أجير الذي تسلم الكرة وسددها جوار القائم الأيسر هذه المرة!!.

ابقى الحارس جوردون ساندرلاند في اللعبة عندما ازاح كرة لا تصد ولا ترد برأسيـة الأرجنتيني ماكسي في الدقيقة 25، ولكنه لم يَصمد أمام تسديدة جلين جونسون في الدقيقة 33 حين أطلق الظهير الأيمن تسديدة صاروخية بيسراه زادت سرعتها وقوتها بلمسها (فخذ مايكل تارنر) وتغير إتجاهها بعض الشيء قبل أن تسكن شباك جوردون الذي سقط على الأرض لضعف رؤيته للعبة.

وقبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق ناب القائم الأيمن عن جوردون في التصدي لهدف مُحقق لفرناندو توريس الذي يسعى لمواصلة العودة في جدول ترتيب الهدافين، لنتهي عند هذه النتيجة.

ووضح في الشوط الثاني أن توريس لم يكتفِ بهدف واحد في هذه المباراة فسعى لإحراز الهدف الثاني، ونجح بالفعل في الدقيقة 60 عندما تلقى تمريرة سحرية من جلين جونسون في العمق فتسلم الكرة ووضعها (لوب بسيط) من جوار جوردون، ليرفع رصيده لـ18 هدفاً هذا الموسم.
قابل أنصار ليفربول فريقهم في البداية بالأغنية الشهيرة “لن تسير وحدك أبداً”، وبعد ضمان الفوز بالثلاثة، قرروا الخروج عن المألوف بتوجيه صيحات الإستهجان للمدير الفني لساندرلاند “ستيف بروس” الذي انتقد إدارة ليفربول ووصف بينيتيز بأنه عديم الإحترام لمفاوضته “كينوين جونز” أثناء فترة الإنتقالات الشتوية بطرق غير شرعية ما أثار حفيظة إدارة ساندرلاند التي لم تعبر عن سخطها تاركة هذه المأمورية لستيف بروس الذي تكفل بالرد على محاولات الإسباني، وردد عشاق الريدز انشودة “الكرة الشاطئية” حيث فاز ساندرلاند بداية الموسم على ليفربول بفضل تدخل كرة شاطئية أثناء تسديد بينت للكرة.

ولم يحصل ساندرلاند على فرص حقيقية للتهديف فاسحاً المجال لجميع لاعبي ليفربول ليبدعوا ويقنعوا.

واجرى بينيتيز بعد ذلك العديد من التبديلات التكتيكية، بخروج ديريك كاوت، توريس وجيرارد ونزول نجوج، أكويلاني والنجم العربي المغربي “نبيل لزهار”.

بهذه النتيجة يتقدم ليفربول للمركز الـخامس برصيد 55 نقطة بفارق نقطتين عن مانشستر سيتي الذي يتبقى له مباراة مؤجلة إضافة لمباراة أخرى سيلعبها غداً في ختام الجولة الـ32 أمام ويجان أثلتيك.

جول.كوم العربي