زيت الولد يعصر أطراف العاصمة
انتشر «جمل العصارة» بحركته الدائبة وأحاط «زيت الولد» المعصور أطراف العاصمة الاربعة، واقترب للناس «زيت السمسم» الأصلي بعدما كان يأتي لطالبيه من أصقاع كردفان وسنار والقضارف، ريفها وحضرها.. الإقبال المشهود على التداوي الشعبي، خصوصاً «زيت السمسم» الأصلي في العاصمة مكن من انتشار العصارات في شرق النيل، والمويلح، والخوجلاب بحري، وفي شمال أمدر مان، وتشهد صناعة الزيوت التقليدية، وعلى رأسها زيت السمسم إقبالاً عريضاً لعظم فائدته «الجمالية» و«الغذائية».
تبعاً للطلب المتسع على «زيت الولد» اتبع «ود أحمد» نظرية «قرب.. تكسب» فأتى بجمله ومكونات عصارته الخشبية وأناخ رحوله بشمال بحري قريباً من الطريق العام ليشاهد عصر الزيت المارة والسيارة والطالب يعرج بسيارته لينال حظه من الزيت النقي، الرطل لا يتجاوز العشرة جنيهات وما يميزه «الشغل بكون قدامك» عليك أن تتشاغل بعناوين صحيفة لدقائق ليأتيك «زيت الولد» في قارورة تحمل في جوفها متعة الطعام، والصحة معاً.
الجمل المعصوب العينين يدور ولا يعرف إتجاهاً، غلق عليه عود مربوط بعناية على «الهوديا» وهي إناء خشبي مخروط دائرياً تنبهل عليه عبوة السمسم متصلة به أعواد لزوم العصر اسمها «الولد» ومن هنا أتت التسمية بـ«زيت الولد».
جبيرة التطبيب الشعبي والتجميل «أم الحسن»، وضعت زيت السمسم بفاعليته في علاج «الالتهاب الرئوي» إما بمسحه على الصدر والعنق أو جرعة يكترعها المعتل، كما أنه يدخل في صناعة أدوات التجميل المحلية «الدلكة» مع خميرة العيش والدهن والكركار لزوم علاج علات الشعر، ومتى أضيف «زيت الولد» الى الكمون الأسود المسحون ومسحه على فروة الرأس فوداعاً للحمى والسهراجة، للعرسان مرطب فعال للبشرة واصفة إياه بـ«مسوح» قائم بذاته وأجود الزيت ما جاء من «الحجير» بولاية سنار وجنوب كردفان ومن معصور «سمسم القضارف».
صحيفة الراي العام