أحاجي الحبوبات .. قصص إندثرت
أحاجي (الحبوبات) كانت تتغلغل في سمع كل منزل سوداني في وقت المغربية حيث كان الاطفال يجلسون متسمرين مع جدتهم لسماع القصص أو (الأحاجي) مثل (فاطمة السمحة، والغول) وغيرهما من الأحاجي التي تجذب الأطفال وتجعلهم ينتظرون وقت المغرب بفارق الصبر حتى يجلسون حول جدتهم… عادة جميلة تميز بها المجتمع السوداني ولكنها الآن إندثرت لأسباب مختلفة إستطلعنا عدداً من أولياء الامور والاطفال عن هذه العادة حيث أكد بعضهم أن دخول وسائل التسلية المتطورة من بلي استيشن ودخول الاطفال لمواقع الإنترنت للبحث عن القصص الجديدة وبعض القنوات التي تخصصت في برامج ومسلسلات الاطفال جعل الأحاجي تندثر غير أن عقول الأطفال أصبحت متفتحة وتبحث دائماً عن الجديد والمثير، فالقصص مثل (فاطمة السمحة) لا تجذب إنتباه الأطفال مقارنة بقنوات الاطفال الفضائية التي تجذب الطفل إليها وتدفعه لمشاهدة البرامج والمسلسلات، وايضاً تطور العلم جعل الاطفال يدركون كل شيء حولهم، فالاطفال من عمر الخامسة يعرفون كيف يستخدمون الانترنت، أما رأي الصغار فكان مطابقاً لحديث أوليائهم بأن الأحاجي (ليست جميلة) كما قالت الطفلة أسيل على التي تبلغ من العمر (7 سنوات) وقالت: أفضل مشاهدة (اسبيستون) فهي تعرض مسلسلات جاذبة، أما الحبوبات فأكدن إعتراضهن على وسائل التكنلوجيا الحديثة وقلن: إنها تؤدي إلى الجفوة بين الأسر فكل شخص يكون منعزلاً في غرفته يشاهد التلفزيون أو جالساً يتصفح الإنترنت، فالطفل يرفض رواية القصص وعندما تطلب منه أن (تحجيه) يرفض بحجة أنه يشاهد احدى المسلسلات على التلفزيون.
الباحثة الاجتماعية (أماني عوض) قالت: إن عادة الأحاجي كانت عادة جميلة في المجتمع السوداني فهي تعمل على هدفين (تسلية الأطفال وتقوية وربط العلاقات الأسرية) حيث كانت الحبوبة تشغل جزءاً كبيراً من الود داخل كل طفل لجمعها الاطفال وقت المغرب وتسليتهم بل حتى الكبار كانوا يستمعون لتلك الأحاجي أما الآن فهذه العادة غير موجودة او بالأحرى إندثرت في المجتمع السوداني ولكن على الرغم من ذلك تضيف: تبقى للحبوبة مكانتها الخاصة التي تميزها عن بقية الأسرة لما تبذله من جهد لربط أطراف أسرتها حولها.
الخرطوم: دار السلام على
صحيفة الراي العام