دلالة المطلقات : كل مطلقة لا تريد رؤية الأشياء التي تذكرها بزوجها
قد يستوعب الشخص وجود «دلالة» تباع فيها الاثاثات القديمة التي يستغنى عنها أصحابها لأنهم يريدون التغيير الى موديلات جديدة، أو بسبب الهجرة فيبيعونها في «الدلالة» ولكن المدهش والغريب ان تكون في ام درمان دلالة باسم «المطلقات» وهذه خاصة «بعفش» كل مطلقة لا تريد رؤية الأشياء التي تذكرها بزوجها الذي رمى عليها يمين الطلاق دون مراعاة للعشرة، ولا للأبناء الذين بينهم فتقوم ببيع أثاثاتها بداية «بغرفة النوم» مروراً بالغرف الأخرى.. وتشرع في اعدام كل ما يتعلق بحياتها السابقة مع زوجها في هذه «الدلالة».
«دلالة المطلقات»، لماذا سميت بهذا الاسم ومنذ متى؟ الاجابة على اسئلتنا كانت على لسان «الحاج التوم رونبو» فهو رجل ستيني يعمل في هذه الدلالة لفترة «71» عاماً.. فقال: في هذه المنطقة والتي كان يطلق عليها في الماضي «العشش» والآن هي القماير وامتدادها، كانت تسكن سيدة تدعى «جنات» وعندما انفصل عنها زوجها في بداية الثمانينيات قامت بعرض اثاثها كله أمام بيتها والذي كان يقبع في هذه المنطقة التي توجد فيها «الدلالة» الآن تركه أبناؤها بعد وفاتها.. وقال: انتشر خبر عرضها لاثاثها بعد الطلاق بين الناس وصارت حديثهم في تلك الفترة.. واصبحت النساء يأتين لمعاينة «العفش» وهناك من يشترين منها وكانت ما ان تبيع منه تذهب مباشرة لتشتري بثمنه اثاثاً جديداً.. وقال «الحاج رونبو» قبل ان ينفد «عفش جنات» جاءت مطلقة أخرى من أحد احياء ام درمان وهي تحمل اثاثها لتعرضه بجانب «جنات» ثم جاءت ثالثة ورابعة وهكذا الى ان اطلق عليها الناس «دلالة المطلقات»، ولكنها الآن اصبحت شاملة للكل وقليل من الناس يسميها بهذا الاسم.
صحيفة الراي العام