ثقافة وفنون

هل فقدت نكهتها؟.. أغاني البنات.. من هيئة التدريس إلى راجل المرا


يا الماشي لي باريس جيب لي معاك عريس .. هي واحدة من اغنيات البنات في الماضي تتغنى بها الفتيات في مناسبات الأفراح وهي ذات معنى وكلمات واضحة كغيرها من الأغاني الجميلة التي تغنت بها الفنانات قديماً، فالكلمات كانت تولد من الواقع المعيش ومعانيها حقيقية مثل كلمات وأغاني الحماسة التي تغنت بها الحكامات لتشجيع الرجال في الحروب، وأيضاً لوصف الواقع الاجتماعي ومنها أيضاً التغني بمواصفات بعض الشخصيات البارزة.
تقول الحاجة – فاطمة – في هذا الجانب ان اغاني البنات زمان كانت (سمحة) وهادفة أما الآن فمعظمها كلمات تجرح الحياء وكلماتها غير متزنة ومن أكثر الأغاني التي لا يفترض ان يتغنى بها (راجل المرا) وهي نوع من الغناء يخدش حياء الآخرين وينتهك الخصوصية والحقوق خلافاً للماضي.
وفي وقت قريب في الثمانينيات حتى القرن الماضي كانت الأغاني محترمة ومع دخول الألفية الثالثة وبفعل أسباب كثيرة من ضمنها الانفتاح الاقتصادي والفضائيات والانترنت جعل الفتاة تصدح بأية كلمات سواء أكانت محترمة أو غير محترمة غير مراعية لأي شيء كان، أما محمد علي – موظف – فيقول إن الأغاني زمان كانت اغاني حكامات وهي اغاني حماسية ولكن الآن المطلوب في السوق هو الأغاني التي توصف بالغناء الهابط ويشترك في غنائها الفنانون من الجنسين.
أما العازف أحمد عباس فقال: إن اغاني البنات زمان كان ايقاعها بطيئاً مثل ايقاع (التمتم) وهي أصعب قليلاً في العزف مقارنة بأغاني الحاضر فهي أسهل وسريعة وزمان كانت الاغاني حماسية لوصف الرجال الشجعان وأغاني الفراسة ومن اشهر اغاني البنات التي يتغنى بها في الحفلات الآن (راجل المرا) وأغاني (الزار) التي كانت محصورة على البيوت والنساء الكبار وحالياً أصبح بعض الفنانين يتغنون بها وهناك الجميلة منها مثل (الفي العصر مرورو) وهي أغنية قديمة ولكن يتغنى بها كثيرون في الحفلات خاصة الحفلات التي تكون محصورة على النساء فقط مثل حفلات (الحنة والرقيص). الفنانة (ايمان لندن) ذكرت ان اغاني البنات الآن اختلفت بدخول التطورات الحديثة في الموسيقى، ففي الماضي كانت الأغاني بالدلوكة أما الآن فأصبحت جميلة ولكن هناك بعض الأغاني التي تصنف ضمن الاغاني الهابطة فهذه يمكن ان تكون كلماتها جميلة ولكن بدخول مفردة واحدة قد تؤدي إلى تغيير باقي الكلمات مما ادى لتصنيفها وفق الهابط وذلك يرجع الى الفنان نفسه في اختيار الكلمات واللحن وكل فنان لديه لون معين يميزه عن الباقين وأيضاً جمهور معين وأنا شخصياً اقدم في حفلاتي الاغاني الخاصة التي تكون جميلة وكلماتها تلامس شعور الناس.
الباحثة الاجتماعية أماني عبد الحميد قالت إن الشعر الهابط موجود منذ القدم أي ان هناك اشعاراً في الماضي يمكن ان تصنف بالمفهوم الحالي انها غير موافقة للذوق العام والفني حالياً أصبح نوعاً من التمرد على واقع الاشياء حيث ظهرت بعض الاغاني الهابطة مثلاً اغنية (قنبلة) في وقت كانت البلاد تعيش في اجواء سياسية فهذه الأغنية اذا مر عليها الزمان سوف تؤرشف وفق الأغاني والانماط الاجتماعية في فترة معينة ترتبط بتقلبات سياسية. واضافت: الاجيال الجديدة اصبحت غير مربوطة بإرثها الثقافي وهذا يؤثر على الأفراد بدخول ثقافات أخرى أغلبها غربية.

صحيفة الراي العام


تعليق واحد

  1. لقد سئمنا من غناء البنات الهابط وأصواتهن النشاز فى الاعراس فى جميع الاحياء والمدن ……أتمنى من لجان الامر بالمعروف وأئمة المساجد والفقهاء تناول موضوع (أغانى البنات فى الحفلات والاعراس وخاصة بالمكرفون……..اليس صوت المرأة عورة……؟أرجو دراسة الامر بكل جوانبه الاجتماعيه والفقيه .