منوعات

الصينيون يطلبونها بالتلفون…شية قندهار .. سر شفرة الجزائر لكأس العالم

بأى حال لا يستطيع الداخل لسوق اللحوم بقندهار ان يقاوم رائحة الشواء المنبعثة من الصاجات . وهى رائحة مقدر لها ألا تزكم الأنوف بقدرما تحرضها الى التهام اللحمة وقرقشة عظامها تلبية لنداء البطون التى (صوصوت) فى جوع تشهد عليه العيون الحائرة (2)
هو حال سوق الناقة باطراف امدرمان الذى جازت تسميته بى (قندهار) بعد ترحيله من موقعه الأول بسوق ليبيا قبل عدة سنوات.
قندهار علم لا تخطئه عيون المتذوقين للحوم بأنواعها حيث يتوافد اليه الناس فى جماعات ينعمون بدفء الرواكيب وتذوق لحوم وكبدة الابل والضأن السمين والشواء أمام العين وحسب ما تريد.
(3)
بيئة المكان خليط ما بين التقليدية والحداثة حيث ان تنافس الشواء بين النساء على أشده باستخدام المهارة واجتذاب الزبون بالخدمات الملازمة بشكل من الابهار .
(4)
اللافتات التى تزين الأمكنة وجدت لها سوقاً للدعاية ولفت الانظار تجعلك فاغراً فمك من الدهشة من تسمية المحلات، هنا تجد (نجاة غرزتين) وهناك (فاطمة امدرق) (وبت كوستى) وأخرى (بت الأبيض) والقائمة تطول .
(5)
ونحن نحملق فى اللافتات توقفنا عند لافتة (ركن النجوم) الذى يقصده نجوم المجتمع والشركات والجنسيات الأخرى من العرب والأجانب .
فضيلة حسن سليمان او (فضيلة الحمرية ) كما تعرف تعتبر من المؤسسين لسوق قندهار بعد الترحيل .
تقول الحمرية: كنا اربع ترابيز فقط نقوم بتوضيب شواء اللحوم للزبائن سواء أكانت لحمة ابل او ضأن .
وتضيف: لاتكتمل الصينية الا باضافة السلطات بأنواعها المختلفة مع البصل والشطة بـ (الأتي) التي (تمطق) اللسان وتسيل اللعاب (6)
تضيف: السوق يعمل طوال اليوم من الصباح حتى المساء ولا وقت لاجازة . بل بالعكس ان ايام الجمعة والسبت تشهد اقبالا كبيرا .
مضيفة ان الحركة فى السوق لا تهدأ، ناس الشركات والجنسيات الاخرى خاصة ( الصينيين والماليزيين والاتراك).
وأبانت ان الصينيين مرات بيطلبوا بالتلفون اربعة عجول صغيرة مرة واحدة ويتلذذون بمذاقها فى اشتهاء غريب .
(7)
فضيلة قالت: ان وجبة اللحمة يليها شراب يسمى (الابيض ضميرك) وهو خليط (سفن أب وزبادى) يساعد على هضم الشواء .
واضافت ان نساء السوق اخذن شهرة كبيرة منهن فاطمة عبدالرسول المعروفة بـ (فاطمة ام درق) وكان يقصدها لاعبو الفريق الجزائرى والجماهير، وكذلك لاعبو وجماهير الفريق المصرى ابان مباراتهم المؤهلة لكأس العالم . حيث يعتقد ان شواء قندهار كان شفرة الجزائر لكأس العالم وذلك ما أكده لاعبو الجزائر عندما عادوا لتناول اللحوم بالسوق عشية ليلة مباراتهم التى انتصروا فيها على الفريق المصرى .
(8)
تشتكي الحمرية من ارتفاع سعر اللحوم خلال شهر يونيو وتعزى ذلك للتكلفة العالية فى ترحيل الماشية خلال فترة الخريف لذلك السوق نائم حسب قولها .
(9)
بعد أن تنتهي من تناول اللحمة والتمتع بمذاقها، قبل الرحيل لابد ان تختم يومك بشاى بلالة (البعدل) المزاج ..

صحيفة الراي العام