إمام الحرم المكي السابق الكلباني يؤكد أنه لا يبيح أغاني نانسي عجرم وأشباه الرجال
رفض الشيخ عادل الكلباني إمام الحرم المكي الشريف سابقاً العودة عن رأيه في زواج المسفار، وقال إن رأيه موافق لرأي المفتي السعودي السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز، مؤكداً أنه باقٍ على رأيه في فتواه المثيرة للجدل التي أكد فيها أن الغناء حتى بموسيقى ليس محرماً.
وطالب الإمام السابق للحرم المكي الشريف كل من يريد منه التراجع عن فتواه بإقناعه أولاً بأدلة من الكتاب والسنة تؤكد تحريم الغناء، مشترطاً أن يكون الحوار بالحجة لا بالتقليل من شأن الآخرين، في حديث خص به “العربية.نت” الثلاثاء 20-7-2010، معتبراً محاولة البعض التقليل من مكانته العلمية دليلاً على عجزهم عن التصدي لمحتوى كلامه.
ورفض الكلباني في الوقت ذاته أن يتم حصر الفتوى في أشخاص معينين، لأنهم مهما بلغ عددهم فلن يكون عددهم كافياً، وقال” على من يريد مني العودة عن فتواي بعدم تحريم الغناء أن يقنعوني بذلك وعندها سأعود عنها، شرحت الآية التي يعتمدون عليها في تحريم الغناء، وسأفند كل ما قالوه فيها قريباً”، كاشفاً أن فتواه ليست بجديدة، بل قال بها منذ أكثر من خمس سنوات ومازال مصراً عليها، وقال “فتوى عدم تحريم الغناء ليست بجديدة، قلت بها منذ عام 2006″، مشدداً على أنه لا يستمع للأغاني ولا يدعو لها، لكن ذلك لا يمنع من إباحتها.
لا أبيح الغناء كله
وأكد الشيخ عادل الكلباني في حديثه لـ”العربية.نت” أنه لا يبح كل أنواع الغناء، بل يعتبر أنواعاً كثيرة منه محرمة ولا يجوز سماعها، مشترطا أن تكون بكلمات لا تدعو إلى الفسق ولا الفجور ولا الكفر، “ليس كل الغناء غير محرم، فالكلمة لها أثر واللحن له أثر والأداء له أثر والمجتمع له أثر، وإذا كانت الكلمة سيئة إما عقديا أو فاحشا فلا تصح، وإذا كان اللحن ماجنا فلا يصح وإذا كان المؤدي يتصف بالمياعة والخنوع فلا يصح، فبعض الأغاني المصورة وبعض الجلسات في بعض القنوات يكون الشباب فيها أقرب إلى (الخنثى)، وهذا لا يجوز بلا شك وليس في هذا جدال”، موضحاً أنه لم يتحدث عن الفديو كليب ونانسي عجرم ومن هم على شاكلتها، ولا يجوز رفع الصوت والتشويش على الناس، فهذا أمر لا يجوز حتى في القرآن، واعتبر فتواه رأياً لا يجبر الناس عليه.
ونفى الكلباني صحة نسبة القصيدة الشعرية التي نسبت له رداً على قصيدة أخرى منسوبة إلى إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ سعود الشريم، واللتين تناولتاها مواقع الإنترنت بكثافة أخيراً، وقال “انا لا اقول الشعر ولا أعرفه، ولا أعرف حتى قائل تلك القصيدة ولم اكتبها، ولم افكر أن أرد على الشيخ سعود الشريم بالشعر ولا بغيره”.
لست ضد إجماع المسلمين
واعتبر الكلباني محاولة البعض التقليل من شأنه والنيل من مكانته العلمية على أنه مجرد قارئ قرآن وطالب علم أن ذلك دليل على ضعف حجتهم: “إذا كنت تقرأ القرآن ستعرف أن من لا يملك الحجة هو من يعمد إلى شخصية المتكلم، لهذا عندما جاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالحق المبين قالوا عنه ساحر وكاهن ومجنون وكذاب ولم يناقشوه فيما جاء به، وعندما جاء موسى عليه الصلاة والسلام لفرعون بالحق المبين قال له فرعون (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين) كما في الآية الكريمة، وقول الله تعالى: (إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون)، ولم يناقشه في القضايا التي جاء لها، وهذا هو حال كل من لا يملك الحجة للرد بالتالي سيعمد إلى شخصية القائل”.
وشدد على حقه في الاجتهاد وأنه غير ملزم كعالم باتباع ما قاله العلماء السابقون، وقال في معرض رده على من هاجموه شخصياً وقللوا من علمه “اللهم اغفر لهم جميعاً… الحق بيّن والباطل بيّن.. وقد يملك الحق من هو أضعف، وقال الهدهد لسليمان: (أحطت بما لم تحط به)، قد نحيط بما لم يحط به الأولون، فالإسلام لنا ولهم ولم ينزل لهم فقط، نحترم ما قالوه وإذا أجمعوا على أمر لا يصح لنا خلافه، ولكن عندما يختلفون فيجوز أن يكون لنا رأي”.
واكتفى بالرد على فتوى الشيخ صالح الفوزان التي حرم فيها الصلاة خلف من يفتي بجواز الغناء، بقوله: “جزاه الله خير ويغفر لنا وله”، ولكن الرد على المنتقدين كان من المصلين بشكل عملي، عندما احتشد أكثر من 5000 مصلّ خلفه يوم الجمعة الماضي.
قلت بما قاله ابن باز
واستغرب الكلباني الهجوم الذي شنه البعض عليه بعد أن أباح زواج المسفار، وهو الزواج بنية الطلاق، كاشفاً أنه لم يأت بجديد بل قال بهذا هيئة كبار العلماء ومفتي عام الملكة العربية السعودية السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله قبل 20 عاماً، وأضاف “لم آت بجديد عندما أبحت الزواج بنية الطلاق فهذه فتوى هيئة كبار العلماء منذ قديم الزمن، وقال به الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله منذ 20 سنة، وجمهور العلماء على هذا الرأي”، معتبراً التركيز على أقواله دون غيره، قد يكون محاولة لتحجيمه والتقليل من شأنه وقيمته العلمية.
رفض لقصر الفتوى
ويرفض الشيخ عادل ما يحاول البعض فعله من قصر الفتوى على أشخاص معينين تحددهم هيئة كبار العلماء، معتبراً أن مثل هذا الحل لم يكون مجدياً لكثرة المستفتين، ويقول: “حصر الفتيا ممكن في الأمور التي تهم البلد بشكل عام كالقانون والنظام، ولكن لا تستطيع حصرها في الأمور العامة، فالرياض مثلا فيها أربع ملايين شخص فهل سيكفي اثنان أو ثلاثة لتلبية كل تساؤلاتهم؟ لا يمكن أبدا، من الصعوبة بمكان هذا الأمر، عندما يسأل شخص عن سهو في صلاته مثلا هل نقول له اذهب للمفتي؟ سيكون الأمر صعباً”، وتابع: “لا يوجد شيء في قضايا الحلال والحرام خاص وعام، هناك قضايا شخصية لها المحاكم والفتاوى الخاصة، وهناك احكام عامة يقوم بها من يعرف فيها”.
وكانت فتوى الكلباني التي أكد فيها أنه ليس هناك دليل واحد من الكتاب والسنة يقول بتحريم الغناء حتى ولو كان بالموسيقى أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الديني السعودي كونها لا تتفق مع النسق العام للفتوى في السعودية، حتى إن عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان أفتى بعدم جواز الصلاة خلف من يقول بعدم تحريم الغناء، بيد أن المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان رد على أن الصلاة خلف من يجتهد في آرائه الفقهية جائز حتى وإن أخطأ.
وقال العبيكان: “هناك فرق بين الفاسق الذي يعمل عملاً من الأعمال المحرمة الواضحة وبين من يرى رأياً فقهياً قد يكون مصيباً فيه وقد يكون مخطئاً، وهو يختلف تماماً عن الفاسق الذي يعمل عملاً محرماً كالسرقة وشرب الخمر، ومع أن هذا الفاسق أباح العلماء على الصحيح الصلاة خلفه، فإذاً لا وجه لتحريم الصلاة خلف من اجتهد حتى ولو أخطأ”.
ويؤم الشيخ عادل الكلباني أحد أكبر المساجد في الرياض، كما أم مئات الآلاف من المصلين في الحرم المكي الشريف في شهر رمضان قبل الماضي، وجاء الرد من المصلين على فتوى الفوزان بشكل عملي عندما احتشد أكثر من 5000 مصل خلف الكلباني في صلاة الجمعة الماضية في تأكيد لرفضهم للفتوى المتشددة ضده، وعلى خلاف المتوقع لم يبادر الكلباني في خطبة الجمعة بالحديث عن فتوى تحريم الصلاة خلفه ولكن تحدث في خطبته عن فضل العلم والعلماء وأكد عدم النيل منهم او التقليل من شأنهم.
العربية نت