ثقافة وفنون

فيلم وثائقي عن راهب مصري رفض كرسي البابا بعد عزل شنودة

خرج إلى النور فيلم وثائقي مصري حول “متّي المسكين” الراهب الشهير الذي رفض تولى كرسي البابوية عام 1981 خلفا للبابا شنودة الثالث عقب عزل الأخير بقرار من الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وكشف المخرج المصري إياد صالح عن مشاركة أن الفيلم الذي يحمل اسم “متى المسكين الراهب والبابا” سيشارك في المسابقة الرسمية للأفلام التسجيلية في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية.

ويعد الفيلم هو الأول من نوعه حول الراهب المصري الشهير “1919¬ 2006” الذي قضى حياته كلها في الصحراء، وكان أول جامعي يدخل الدير وأحد أبرز معلمي “مدارس الأحد” في بدايات ظهورها، ومشرفا على تعليم عدد كبير من قيادات الكنيسة المصرية الحاليين وبينهم البابا شنودة نفسه.

وقال إياد صالح -مخرج الفيلم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ)-: إن الفيلم واجه كثير من الصعوبات خلال فترة التصوير، لكون المواد الفيلمية أو الصوتية المتاحة عن الراهب متى المسكين نادرة، ورغم أن كثيرا من المصريين يعرفونه كراهب كبير، فإن قلة قليلة يعرفونه جيدا ويدركون أنه شخص جدلي، وبالتالي يرفضون الحديث عنه.

وأشار إلى أن كثيرا من قيادات الكنيسة المصرية رفضت الحديث معه، على رغم تأكيدهم جميعا على أنه شخصية مهمة ولها مواقف وأفكار جديرة بالتوثيق والتحقيق مثل موقفه من الفتنة الطائفية وقضية تحديد النسل وغيرها.

ويسرد الفيلم -الذي أنتجته شركة “آي فيلم”- السيرة الحياتية للراهب المثير للجدل، على رغم أنه لم يغادر الدير الذي كان يعيش فيه تقريبا طوال حياته، بدءا من اللحظة التي قرر فيها أن يبيع كل ممتلكاته ويوزعها على الفقراء ويدخل الدير عام 1948 ليصبح أول جامعي حاصل على شهادة في الصيدلة يدخل سلك الرهبنة التي كانت قبله مقصورة على محدودي التعليم.

وللراهب موقف شهير في أزمة 1981؛ حيث رفض الجلوس على الكرسي البابوي بعد عزل الرئيس المصري الراحل أنور السادات للبابا شنودة.

واختارت مجلة “نيوزويك” الأمريكية الراهب متى المسكين، ضمن أهم 4 رهبان في العالم، وهو مفكر وصاحب كتب، بينما يدعو الفيلم إلى استخدام آرائه وأفكاره للحد من الفتنة الطائفية التي تشتعل جذوتها تحت الرماد في مصر حاليا.

ويستضيف الفيلم في أحداثه التي تمتد إلى 50 دقيقة 12 ضيفا للحديث عن الراهب متى المسكين بينهم أستاذ القانون والوزير السابق يحيى الجمل والمؤرخان ميلاد حنا وكمال زاخر وأستاذ علم اللاهوت وقس كنيسة مسطرد عبد المسيح بسيط والكاتب الصحفي عادل حمودة، إضافة إلى الباحث ضياء رشوان والدكتور عاطف العراقي وفايز فرح وأندريا زكي.

وتدور أحداث الفيلم -من البدايات- حول اتخاذه قرار الرهبنة بعد حصوله على بكالوريوس الصيدلة ثم دخول الدير وكتاباته وأفكاره وتطويره لدير الأنبا مقار، ليتحول إلى أحد أهم الأديرة في مصر، ثم ترشيحه لكرسي البطريركية خلفا للبابا يوساب الثاني عام 1956، ثم ترشيحه لكرسي البابوية خلفا للبابا كيرلس عام 1971 ودوره في أزمة عزل البابا شنودة عام 1981، وصولا إلى بقائه في الدير حتى وفاته عام 2006.

Mes L

mbc.net