تواصل عمليات إنقاذ عمال تشيلي
توالت عمليات إنقاذ عمال المناجم الـ33 الذين ظلوا محصورين تحت الأرض منذ أكثر من 68 يوما في منجم بشمال البلاد على عمق أكثر من 600م، ويتوقع أن تستغرق عملية إنقاذ كل العمال ما بين 24 ساعة و48 ساعة.
وقالت مراسلة الجزيرة إن عدة مشاكل فنية ظهرت في الكبسولة التي استخدمت في إخراج العمال والتي يبلغ قطرها 53 سم، مشيرة إلى أن عملية فحص وصيانة كاملة ستجرَى للكبسولة بعد إنقاذ عدد من العمال.
وعلى سبيل التجربة كان عمال الإنقاذ قد عمدوا إلى إنزال الكبسولة مرتين في باطن الأرض قبل بدء عمليات إنقاذ العمال، حيث برزت عدة مشاكل من بينها أن الكاميرا التي ثبتت على الكبسولة لم تصمد حتى النهاية، وانطفأت قبل نهاية المرحلة، لكن التجربة كللت بالنجاح في نهاية الأمر عندما وصل إلى الأرض العامل فلورنسو أفالوس حيث كان في استقباله الرئيس التشيلي إضافة إلى عائلات العمال وعدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام.
وأوضحت المراسلة أنه جرى تقسيم العمال إلى ثلاث مجموعات، بحيث تضم المجموعة الأولى العمال الأقوياء صحيا وبدنيا، والثانية الضعفاء، ثم الذين يعانون من أمراض ومشاكل صحية.
نفق الإخلاء يبلغ طوله 622 مترا (الجزيرة)
وأشارت المراسلة إلى أن العامل الرابع الذي سيتم إنقاذه سيكون بوليفيا، وأن رئيس بوليفيا سيأتي لزيارته في المستشفى قبل أن يصطحبه عائدا به إلى أرض الوطن، علما بأن الرئيس التشيلي وزوجته وعدد كبير من المسؤولين قد أشرفوا على عمليات الإنقاذ، وسط حالة من الفرحة العارمة التي تعم أرجاء تشيلي كما أوضحت المراسلة.
جهود مضنية
يشار إلى أن حكومة تشيلي استخدمت وسائل جبارة لإنقاذ هؤلاء العمال الناجين بأعجوبة الذين باتوا نجوما عالميين. كما انتدبت وزيرا يداوم يوميا في مكان الحفر، واستخدمت ثلاث حفارات لحفر بئر الإخلاء ورافعات وكبسولات للإنقاذ صنعت خصيصا في ورش البحرية.
ومن المقرر أن يجرى فحص طبي للعمال فور عودتهم إلى سطح الأرض ثم يلتقون عائلاتهم قبل نقلهم إلى مستشفى كوبيابو الذي يبعد أقل من ربع ساعة بالمروحية، حيث سيبقون يومين لإجراء فحوص طبية متقدمة إلا إذا حدثت مضاعفات.
ثم سيواجه العمال الضغط الإعلامي الهائل الذي يتوقع أن يمارسه حوالي 1700 صحفي جاؤوا لتغطية “النهاية السعيدة” لهذه القصة التي ترددت أصداؤها في جميع أنحاء العالم.
المستشفى الذي جرى تجهيزه لاستقبال العمال بعد انتشالهم من المنجم (الفرنسية)
يذكر أنه بعد سبعة أيام من الانهيار الذي أدى لاحتجاز العمال بمنجم للذهب والنحاس في سان خوسيه في الخامس من أغسطس/آب الماضي، اعتبر وزير المناجم لورنس غولبورن أن إمكانية العثور عليهم على قيد الحياة “ضعيفة جدا”.
لكن ضغط عائلات عمال المناجم التي خيمت في الموقع منذ اليوم التالي، حمل عمال الإنقاذ على متابعة جهودهم حتى جاء يوم 22 أغسطس/آب الماضي عندما وردت رسالة عبر أحد المجسات من العمال المحصورين يقولون فيها “نحن على ما يرام”.
الجزيرة نت