الأردن

السياحة في الأردن

يعتبر الأردن واحداً من البلاد التي يختلط فيها الاستشفاء من أمراض الجسد مع الترويح عن النفس. وذلك بفضل نعمة كبيرة أنعم الله تعالى بها على الأرض الأردنية حيث تتوافر كل مقومات العلاج الطبيعي من مياه حارة غنية بالأملاح، إلى طين بركاني، إلى طقس معتدل وطبيعة خلابة، الأمر الذي جعلها منتجعات علاجية يؤمها الكثير من طالبي الاستشفاء من الأمراض المختلفة ومن أهم هذه المنتجعات العلاجية:

البتراء : وتسمى سلع أو المدينة الوردية.
وادي رام : توجد فيه الجبال الشاهقة التي تكون ناطحات سحاب والتي لم تصل يد الإنسان إليها ولكنها من ابداع الله سبحانه وتعالى.
البحر الميت: وقد سبقت الإشارة إلى أهميته، ولكن الجدير بالذكر أن شركات التأمين الألمانية لا ترسل مرضاها للعلاج خارج ألمانيا إلا للشواطئ الشرقية للبحر الميت حصرياً للعلاج من الأمراض الجلدية.
حمامات ماعين: تقع حمامات ماعين على بُعد 58 كيلومتراً جنوبي عمان، وتنخفض هذه المنطقة 120 متراً عن سطح البحر. وتشتهر بمنتجعاتها وعياداتها الطبيعية التي تقدم العلاج للمصابين بالأمراض الجلدية وأمراض الدورة الدموية، وآلام العظام والمفاصل والظهر والعضلات.
منطقة الحمّة الأردنية: تقع الحمة على بعد 100 كيلومتر تقريبا إلى الشمال من عمّان، وهي من أهم مواقع العلاج والسياحة في المنطقة، وقد أقيم منتجع يقدم كافة الخدمات السياحية والعلاجية.
حمامات عفرا: تقع على بعد 26 كيلومتراً من مدينة الطفيلة في جنوب الأردن، وتتدفق فيها المياه من أكثر من 15 نبعاً، وتمتاز مياه هذه الينابيع بحرارتها وإحتوائها على المعادن، وإضافة إلى هذه المنتجعات العلاجية الطبيعية تمتلك المملكة الأردنية الهاشمية شبكة طبية متقدمة تابعة للقطاعين الحكومي والخاص. تمتاز الخدمات الطبية فيهما بحداثة المستشفيات والمراكز الطبية، ووجود عدد من أمهر الاختصاصيين في العالم في معالجة الأمراض المختلفة.

المستشفيات:
يعد الأردن أحد أكثر البلدان تطوراً في مجال الطب والأدوية على مستوى المنطقة وينافس الدول المتقدمة في هذا المجال، ففي العاصمة عمّان تكثر المستشفيات المتخصصة في معالجة السرطان وأمراض القلب، وأمراض العيون، والعقم، وطب الأسرة وغير ذلك من التخصصات الطبية. وتعتبر مدينة الحسين الطبية من أهم المراكز الطبية في المنطقة. وقد بلغ عدد المستشفيات الخاصة أكثر من 56 مستشفى يتركز معظمها في العاصمة عمان. وقد استطاع مستشفى الأردن (مستشفى خاص) من الحصول على الاعتمادية الدولية (كأول مستشفى عام تخصصي في الأردن) في الأول من شهر حزيران عام 2007.

الآثار:
هناك في المملكة الأردنية الهاشمية عدد كبير من الآثار، لعل ابرزها مدينة البتراء عاصمة العرب الأنباط ,وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 250 كم جنوبا. أصبحت البتراء في يوم 7/7/2007 إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة بعد حصولها على 100 مليون صوت وحلت في المركز الثاني بعد سور الصين العظيم.

كان حلف الديكابوليس في أيام اليونان والرومان، يضم عشر مدن في المنطقة الواقعة عند ملتقى حدود الأردن وسورية وفلسطين. فبالإضافة إلى جرش كانت توجد مدينة بيلا (طبقة فحل) في وادي الأردن إلى الشمال من عمان. وما تزال أعمال الحفريات مستمرة في هذه المدينة الواسعة، وهي تكشف أنها كانت عامرة ومأهولة منذ عشرة آلاف سنة. ويعتبر موقع طبقة فحل من أكبر واهم المواقع الأثرية في المنطقة. وتعود معظم الأبنية التي تم كشف النقاب عنها إلى عهود الرومان والبيزنطيين والعرب والمسلمين، من القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر للميلاد. وهناك دلائل كبيرة على إقامة الإنسان فيها منذ العصر البرونزي والعصر الحديدي، بل قبل ذلك. ويستذكر المرء وهو يقف على أطلال هذه المدينة القديمة، ذكريات المعركة، معركة فحل، التي وقعت بين جيوش العرب المسلمين وجيوش الروم البيزنطيين، والتي أحرز العرب فيها ذلك الانتصار التاريخي العظيم.
أما أم قيس فتعتبر كذلك من جملة مدن الديكابوليس المهمة. وكانت في القديم تعرف باسم (جدار). وهي تقوم على طرف منطقة جبلية عالية يبلغ ارتفاعها 378مترا فوق سطح البحر وتشرف على وادي الأردن الشمالي وبحيرة طبريا ووادي اليرموك ومرتفعات الجولان.
والى الشمال الشرقي من أم قيس تقع مدينة ابيلا (القويلبه) في منطقة زراعية اكثر خصوبة من جرش وأم قيس. هنا أقيمت هياكل الرومان وكنائس البيزنطيين ومساجد العرب المسلمين بين حقول القمح وأشجار الزيتون. وقد دلت الحفريات أن هذا الموقع كان مأهولا منذ خمسة آلاف سنة. وبقي عامرا بالناس منذ ذلك الحين وحتى أيامنا هذه.
وفي الطرف الشمالي الشرقي من الأردن، تقع مدينة أم الجمال التي تختلف اختلافا واضحا عن مدن الديكابوليس الأخرى. أن أبنيتها الفخمة تعطي مثالا فريدا متميزا من الحضارات القديمة وفيها تكثر بقايا المنازل التي شيدت من الحجر البازلتي الاسود، وكذلك الكنائس والمعسكرات والقلاع الرومانية. وعلى مسافة عشرين دقيقة بالسيارة، إلى الغرب من جرش، تقوم قلعة الربض الشهيرة.
ومن مدن حلف الديكابوليس آثار عراق الأمير إلى الغرب من عمان، وهي تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، فيها يشاهد الزائر دارة من الطراز اليوناني، وقد تم تجديد بنائها.

الأماكن الدينية:
في الأردن، أرض أدوم، ومؤاب، وعمّون، وجلعاد، الكثير من الأضرحة والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وإلى هذه الأرض يفد الباحثون عن مواقع وآثار للأنبياء وللصحابة. كان الأردن بابا رئيسيا للفتوحات الإسلامية، وعلى الأرض الأردنية دارت بعض المعارك التاريخية الكبرى، ومن أهمها معركة مؤتة ومعركة اليرموك ومعركة فحل.

المقامات:
ولتخليد ذكرى الشهداء والصحابة، أقيمت المساجد والأضرحة والمقامات، التي تُبقي الانتصارات الإسلامية حية في الذهن المعاصر، ففي قرية مؤتة مؤتة يوجد ضريح جعفر بن أبي طالب، ومقام زيد بن حارثة حب رسول الله، وعبد الله بن رواحة. أما وادي الأردن (الغور) فيحتضن عددا من مقامات الصحابة الأجلاء ومنها: مقام ضرار بن الأزور ومقام أبو عبيدة عامر بن الجراح، ومقام شرحبيل بن حسنة ومقام معاذ بن جبل، ومقام سعد بن أبي وقاص.

وفي وسط الأردن، قرب مدينة السلط يقع مقام النبي أيوب عليه السلام في قرية بطنا. كما يوجد مقام النبي شعيب عليه السلام في منطقة وادي شعيب القريبة من السلط وضريح النبي يوشع بن نون قرب السلط أيضا وضريح النبي هارون على جبل هارون في البتراء. ولعل كهف أهل الكهف (الأردن) الواقع إلى الجنوب الشرقي من عمّان، من أهم المواقع الجاذبة المقدسة للديانة المسيحية، ففي مدينة مأدبا الواقعة جنوبي عمّان، توجد أرضية الفسيفساء النادرة التي تعود إلى العهد البيزنطي في كنيسة الروم الأرثوذكس، وفيها يستطيع الزائر أن يشاهد أقدم خريطة في العالم للأرض المقدسة.
وإلى الشمال في منطقة بيت إيدس والتي تقع جنوب غرب إربد يوجد مغارة تاريخية كان السيد المسيح مرّ ومكث بها، غلى جانب كنيسة قديمة في تلك المنطقة.

القلعات:
وإلى الجنوب من مأدبا تقع قلعة مكاور التي سجن فيها النبي يحيى بن زكريا عليه السلام، وفي القلعة قطع هيرودس رأسه وقدمه على طبق هدية للراقصة اليهودية سالومي. أما إلى الغرب من مأدبا، فيقع جبل نبو المطل على البحر الميت والغور، وهناك من يعتقد أن النبي موسى عليه السلام دفن في هذا الجبل الذي أقيم على قمته بناء لحماية لوحات الفسيفساء الرائعة التي تعود إلى القرنين الرابع والسادس للميلاد.

القداسة:
وإلى الشرق من نهر الأردن، يقع المغطس في منطقة وادي الخرار التي سميت قديما ببيت عبرة، ويقال أن السيد المسيح عليه السلام وقف، وهو ابن ثلاثين عاما، بين يدي النبي يحيى بن زكريا عليه السلام لكي يتعمد بالماء، ويعلن من خلال هذا الطقس بداية رسالته للبشرية. ويوجد في المكان عدة آبار للماء وبرك يعتقد أن المسيحيين الأوائل استخدموها في طقوس جماعية للعمّاد. وقد قامت دائرة الآثار الأردنية بترميم الموقع الذي زاره قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وأعلنه مكانا للحج المسيحي في العالم مع أربعة مواقع أخرى في الأردن.

المحميات الطبيعية:
تعتبر البيئة الأردنية بيئة غنية ومتنوعة، حيث تتمتع المملكة بالثراء الطبيعي، الذي يجمع بين البادية والريف، وتتعانق فيه الصحراء مع الحقول الخضراء. وتبعاً لهذا التنوع البيئي تتنوع الحياة والكائنات الحية، النباتية والحيوانية. وقد تأسست المحميات الطبيعية للحفاظ على الأنواع النادرة من الحيوانات البرية، وحمايتها من الانقراض.

محمية ضانا: تقع في الجنوب وتمتد على مساحة 308 كيلومتراً مربعاً. أنشئت هذه المحمية عام 1993 بعد أن أصبحت المنطقة مهددة بالتصحر، وفيها منطقتان رئيسيتان للحيوانات البرية، وأربع مناطق للنباتات، وتضم منطقتا الحيوانات البرية 38 نوعاً بالإضافة إلى نحو 197 نوعاً من الطيور. أما المناطق النباتية فتضم نحو 700 نوع.
محمية الشومري: أنشئت هذه المحمية عام 1975 قرب الأزرق في الصحراء الشرقية، وتبلغ مساحتها 22 كيلومتراً مربعاً، وقد خصصت لإعادة إطلاق المها العربي الذي كان مهدداً بالانقراض. ويمكن لزائر محمية الشومري القيام برحلة سفاري وسط الحيوانات البرية، ومشاهدة الطيور والحيوانات.
محمية الموجب: تقع هذه المحمية على الشاطئ الشرقي للبحر الميت، وتبلغ مساحتها 220 كيلومتراً مربعاً، وتعيش فيها أنواع مختلفة من الحيوانات والنباتات البرية والطيور.
محمية الأزرق: تقع هذه المحمية في واحة الأزرق في الصحراء الشرقية، على مساحة تبلغ 21 كيلومتراً مربعاً. وتعتبر ممراً للطيور المهاجرة ما بين أوروبا وآسيا وإفريقيا.

ar.wikipedia.org