عندما تقرر المرأة أن تكون
فالدوري السوري أنطلق عام 1966 وفي سورية ثلاث صحف حكومية يومية وبعض صحف المحافظات المنبثقة عنها وكان هناك جريدتان رياضيتان حكوميتان وواحدة خاصة و 3 قنوات تلفزيونية فيها برامج رياضية وكللها ذكورية القرار ومع دخول القطاع الخاص عالم الصحافة صار هناك تنوع في الطرح وكثرة في المعروض مع الحفاظ على سقوف النقد المتعارف عليها ( ولا بأس ببعض البهارات ولكن ليس الشطة ) والمعروف أن الوسط الرياضي او السياسي هو وسط ذكوري بإمتياز حتى في الدول الغربية رغم وجود بعض النساء القويات اللواتي تركن آثارهن باقية حتى بعد سنوات طويلة من الرحيل مثل مارغريت ثاتشر وآنديرا غاندي وآنجيلا ميركل ولكن المرأة السورية قلبت الطاولة على الذكور فأول رئيسة تحريرفي تاريخ سوريا لصحيفة سياسية وهي سميرة المسالمة رئيسة تحرير تشرين تحالفت مع أول رئيسة تحرير لمطبوعة رياضية وهي مها بدر وأنتجت الإثنتان ملحقا رياضيا هو الأول على مستوى الصحف السياسية العريقة في البلاد رغم أن مها بدر تدير تحرير أيضا اهم صحيفة رياضية في سوريا هي ( الرياضية ) وهي تابعة للقطاع الخاص … ولكن السيدتان الحديديتان تمكنتا من رفع سقف النقد الرياضي إلى حدوده القصوى وهذا حتما ليس سهلا وله محاذيره الكثيرة …عليهما طبعا … وتعاون مهما زميلان ذكران مخضرمان فكان التأثير مذهلا وقويا خلال فترة قياسية وهو مايعني أن السوق المحلية عطشى لكل ماهو جاد ومختلف … ولأول مرة نسمع عن مبيعات بلا مرتجع لصحيفة حكومية يوم الإثنين وهو يوم صدور الملحق الرياضي لتشرين …
ولم تتوقف السيدتان عند هذا الحد بل تجاوبتا في أقل من 24 ساعة مع مقالتي التي طالبت فيها بأن تكون هناك جهة تتبنى توزيع جوائز أسبوعية على المميزين في الدوري كأحسن لاعب وحكم وإدراي ومن ثم الأفضل شهريا وصولا لجائزة العام التي لم يحدث أن فكر أحد بتطبيقها عمليا من 43 سنة إلى أن جاءت النواعم وبدأن فعليا بتنفيذ الفكرة وفورا ورغم تخوف المعلنين و إنكفاء الدعم المالي لصالح أمور أقل اهمية إلا أنني واثق أنهما لن تيأسا …..
ولا يخفى على أحد أن في سورية سيدة حديدية أخرى هي الوزيرة والمستشارة السياسية والزميلة والصديقة والأستاذة الجامعية والكاتبة في الشرق الأوسط الدكتورة بثينة شعبان التي ساهمت في منح المرأة العربية وليس السورية فقط مكانتها التي تستحق وسط غابة من المشككين بقدرتها على أن تكون في عالم لا وسطية فيه بين ان اكون أو لا اكون ……
هي دعوة لكل الذكور المهيمنين على المشهد الإعلامي العربي السياسي والثقافي والإقتصادي والرياضي ان يمنحوا المرأة ماتستحقه من المساحة وهو ليس مِنّة من الذكر على الانثى بقدر ماهو شراكة قد تكون نتائجها تحرير النصف العاطل أو المعطل من المجتمع على ان يستحق لقب النصف الآخر بكل مافي هذا النصف من خصوصية وإحترام وتقدير ….
مدونة مصطفى الآغا MBC
Agha70@hotmail.com