ثقافة وفنون

«البطـــان» .. عـــادة قديمـــة .. في منظـــور الجــيل الجـديد

تعتبر عادة البُطان أو (الجلد) من العادات الراسخة عند بعض القبائل ذات الأصول العربية في السودان، وهي من العادات التي تُصاحب مناسبات الأعراس في السودان، حيث يقوم الشباب بالتطوُّع للجلد أمام الفتيات ووسط أهازيجهن وزغاريدهن، والآن تُثير هذه العادة جدلاً كبيراً في أوساط الكثيرين، علماً بأنها مازالت تمارس حتى في المدينة، أما بالنسبة للقرى فتنتشر بصورة أكبر.
«الأهرام اليوم» سألت بعض طلاب أكاديمية السودان عن رأيهم في هذه العادة.. هل يرونها سيئة أم حميدة، فماذا قالوا؟
تقول «مروة عثمان»: هذه العادة قديمة وجزء من تراث بعض القبائل تتوارثه أباً عن جد، وأرى أنها عادة سلبية تجعل الإنسان يتلذّذ بالجلد الذي أقرَّه الله في شرعه عقاباً في حالة ارتكاب بعض المعاصي.
ويقول «محمد عيسى»: السودان جميل بعاداته وتقاليده السمحة، لكن عادة الجلد بالسوط في الأعراس نوع من أنواع العنف، لكن عموماً تفرُّد هذا السودان يأتي من تنوُّع ثقافاته وعاداته حتى وإن بدت أكثر عنفاً ودموية.
وتحدث للصحيفة «أكرم الفرجاني» عن عادة «البطان» فقال إنها غير حضارية ومستمرة رغم تطوُّر المجتمعات، وأتمنى أن تزول لأنها مضرة ولا طائل منها.
غير أن «أفراح عبد المنعم» ترى أن «البطان» عادة قديمة ورثتها القبائل عن أجدادها وهي من أكثر العادات المحبّبة للكثيرين، ووصفتها بالجميلة، وأضافت أنها تستمتع بهذه العادة التي ترى أنها – كما تعتقد – معيار قوة تحمل ورجولة في هذا الزمن الذي أصبح بعض شبابه يستعملون (الكريمات) و(فلفلة) الشعر.
وعلى نقيض حديث «أفراح» ترى «رويدا نصر الدين» أن هذه العادة غير حميدة، ونصحت من يُعرِّضون أنفسهم لها بالتوقف، وأكدت أن كل من يُجلد بالسوط في الأعراس يكون في حالة انتشاء ولا يحس بشيء لكنه يكتشف الأضرار والأمراض بعد مدة.
إذن كانت هذه بعض الآراء في هذه العادة القديمة التي يرى البعض بأنها مضرة بينما يتمسك بها آخرون على أنها معيار للقوة والتحمل، كما جاء في (مسدار) الشاعر محمد عبد الله يعقوب:
(سلام سودان سلام يا الفي التراث متفرِّد
بتّك بترقُّص الرّقبة وخِشيمها يغرِّد
وولدك يحمل العنج الهبوبو يِشرِّط
وخيلك في السباق كتّاحة سيل مُتمرِّد)

الأهرام اليوم