ثقافة وفنون

وتمري بي عهد الرشيد ويغني ليك الموصلي

واليوم.. يُبحر زورقنا.. منزلقاً خفيفاً.. طروباً على سطح الماء.. تدهشنا.. ضفاف النهر الخضراء.. تحلّق فوق رؤوسنا أسراب العصافير.. الصادحة.. تترامى مدهشة إلى أسماعنا.. أغاني الصيادين الحزينة.. تلفحنا في مرح.. نسمات الدعاش.. البديعة.. ونحن في شوق.. ولهفة.. إلى إلقاء قلاعنا.. وطوي شراعنا.. عند بستان الجميل البديع.. الأنيق.. سمح المحيا.. المدهش.. معنى ومبنى الرفيع جوهراً.. ومظهراً.. عثمان خالد.. ذاك الذي رحل.. وهو في ميعة الصبا.. وشرخ الشباب.. يا له من قيثارة وهبت الوطن البديع.. الروائع.. والبدائع.. وهل.. هناك أكثر عبقرية وإدهاشاً ممن كتب.. يا مذهلة.. وهل هناك أكثر إبداعاً.. ممن غنى لسلافة الفن.. ولهفة البتمنى.. ودي هدية من الله والله بدي الجنّة.. وهل هناك أكثر إشراقاً من الذي غنى لأحلى البنات.. يا له من غزل.. رفيع.. بديع.. وشفيف.. يا له من مثقف.. قرأ التاريخ.. وحفظ التاريخ.. واسترجع قصص الحب الحزينة الباهرة ويا له من مُحب.. عاشق.. «وصاف».. هو «كاميرا» بشرية.. تسجل.. أكثر اللوحات.. إضاءة.. وبهاءً.. وألواناً.

يا لعظمة التواضع.. هذا الفن.. كتب حروفاً.. لأحلى البنات.. لا قالها زول ولا أظن يقولها وراه بشر.. رغم كل هذه اللوحات.. رغم أنّه يمسك بيد الحبيبة البضة وهو يطوف بها العصور.. رغم كل ذلك يستهل تواضعاً.. أغنيته وكأنه يعتذر.. وهو يقول.. والله يا أحلى البنات لو كان لقيت سر الغناء.. أيها الجميل البديع.. إنّك فعلاً لقيت سر الغناء.. فكان ذاك الجمال.. والجلال.. والمحال.. وأنت تُغني لأحلى البنات.. ونحن بها نسعد نحتفي ونطرب..

والله يا أحلى البنات

لو كان لقيت سر الغنا

كان طرت عانقت الخيال

حلقت عبر الأزمنة

وقلت الخيال يصبح حقيقة

ونهدي ليك خاتم المنى

شان تسرحي وتتخيلي

وتتوهي في بحور الخيال

تتمني فيها وتسألي

ويتم ليك كل المنى

****

تستاهلي العرش البشيل

حسنك يطوف بيك العصور تستاهلي

ويمر بيك عبر الزمان

شان تمرحي وتتخيلي

كيفن تجيك ليلى بتغير

ويبين عليها وينجلي

وكيفن يجيك الغيث يرش

دربك ورود لو تقبلي

ويطل جميل وكثير يقولوا

بيوت شعر مرهف طلي

وتمري بي عهد الرشيد

ويغني ليك الموصلي

*****

تستاهلي لوردتي من قلب القمر

باقات أساور أو حُلي

أو حتى من كل النجوم

عنقود مبهرج ومنطلي

كان خفّ لي لقاك القمر

منصات وقال ليك أسألي

وكان حفوا دنياك النجوم

اتباكوا ليك شان تنزلي

وأنا في هواك يا ست هواي

لليلة دايب في الغنا

*****

شفتيني كيف حاضن هواك

غيران عليك من كم سنة

شفتيني كيف ساعة الوداع

أنا كنت دمعة محننة

والليلة يا نعمة حياتي

بذوب حنان وبذوب منى

والليلة عايش أمنيات

يا حليلة لو كان ممكنة

أحكيك حروف أشواقي ليك

وأسمع حروفك وأحضنا

الحان واشجان:مؤمن الغالي
آخر لحظة

تعليق واحد